قلل العديد من الخبراء في المجال الطبي، أمس الاثنين، من المخاوف المصاحبة لاكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا، بالقول إن اللقاحات الحالية لـ”كوفيد 19″ ستكون فعالة في مكافحة العدوى.
جاءت التعليقات بعد أن قالت المملكة المتحدة، يوم السبت، إنها حددت طفرة جديدة للفيروس يمكن أن تنتشر بسرعة أكبر من السلالات السابقة، ومنعت دول عديدة حول العالم من بينها إيطاليا وألمانيا وكندا وإسرائيل الرحلات الجوية من المملكة المتحدة بعد التقارير عن السلالة الجديدة.
وقال فين غوبتا، الأستاذ المساعد في معهد المقاييس الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، إنه واثق من أن اللقاحات الحالية ستحمي البشر من السلالات المختلفة لـ”كوفيد”، حسبما جاء في تقرير لشبكة“سي إن بي سي”.
وأضاف غوبتا: “هناك اعتقاد قوي هنا بأن اللقاح، الموجود اليوم سيكون له فاعلية في درء العدوى من هذه السلالة الجديدة في إنجلترا، بالإضافة إلى السلالة القديمة التي كنا نتعامل معها منذ شهور”.
وأردف:
هذا لأنه على المستوى الجيني، من المحتمل أن تكون السلالة الجديدة مشابهة جدا للسلالات السابقة. اللقاحات تثير استجابة قوية حقا في الجسم فيما يتعلق بإنتاج الأجسام المضادة.
إن فعالية هذه اللقاحات في إنتاج أجسام مضادة يمكنها حقا مهاجمة الفيروس وقتله أمر استثنائي. ومن غير المتوقع أن تؤثر هذه “التغييرات الطفيفة” على المستوى الجيني على أداء اللقاحات على المدى القريب، وفقا لغوبتا.
كانت المملكة المتحدة أول دولة في العالم تعتمد لقاح “فايزر/ بيو إن تك” للاستخدام في حالات الطوارئ، ولحقتها بعد ذلك الولايات المتحدة وكندا ودول عدة أخرى، وهو اللقاح الذي تقول الشركتان إن فعاليته تصل إلى قرابة 95%.
ومع ذلك، قد تحتاج الإصدارات المستقبلية من اللقاح إلى أخذ السلالات الفيروسية الجديدة في الاعتبار، بنفس الطريقة التي يتم بها تحديث لقاحات الإنفلونزا، كما قال غوبتا.
وأضاف:
أعتقد أن هذا قد يؤثر على عملنا المستقبلي، لكنه لن يؤثر على المدى القريب. لن يؤثر على فعالية اللقاحات الحالية في إنهاء الوباء.
من جانبه، أدلى الدكتور فيفيك مورثي، الذي عينه الرئيس المنتخب جو بايدن ليكون الجراح العام القادم للولايات المتحدة، بتعليقات مماثلة على قناة “إن بي سي” يوم الأحد.
وقال: “لا يوجد سبب للاعتقاد بأن اللقاحات التي تم تطويرها لن تكون فعالة ضد [سلالة المملكة المتحدة الجديدة] أيضا، لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة أكثر فتكا”.
واستطرد مورثي، الذي شغل منصب الجراح العام خلال عهد الرئيس باراك أوباما: “خلاصة القول هي أنك إذا كنت في المنزل وتسمع هذه الأخبار، فهذا لا يغير ما نفعله من حيث الاحتياطات كأفراد للتقليل من انتشار هذا الفيروس، الكمامات والحفاظ على مسافة جسدية وغسل أيدينا لا تزال هذه هي الركائز لمنع انتقال كوفيد”.
ردد داني التمان، أستاذ علم المناعة في جامعة لندن الإمبراطورية، نفس المعنى في حديثه، اليوم الاثنين، قائلا: “أنا قلق، لأنه منذ البداية، رأينا طفرات تحدث في جميع أنحاء العالم، عدة آلاف منها، لكن هذه الطفرة مختلفة عن غيرها تماما، وتفسر عدم القدرة على السيطرة على انتشار المرض في لندن والجنوب الشرقي لانجلترا”.
ومع ذلك، قال ألتمان إنه
نظرا لتنوع “تحييد الأجسام المضادة” التي يخلقها اللقاحات الرئيسية الرائدة، فمن غير المحتمل أن تكون السلالة الجديدة مقاومة للتطعيم.
فيما قال أندرو فريدمان، الباحث في الأمراض المعدية في جامعة كارديف، يوم الاثنين، إن السلالة الجديدة ستتم مكافحتها على الأرجح من خلال قدرات اللقاحات الحالية.
وأضاف: “من المحتمل جدا، نظرا لأن اللقاح يوفر مناعة لمناطق مختلفة من البروتين، وليس فقط المنطقة التي توجد بها الطفرات، فمن المحتمل جدا أن يعمل اللقاح ضد هذا الشيء”.
ومع ذلك ختم حديثه بالقول: “ولكن بالطبع، يمكن أن يكون هناك المزيد من الطفرات التي قد تجعل اللقاحات أقل فعالية في المستقبل”.
سيريان تلغراف | سبوتنك