Site icon سيريان تلغراف

كلفة الحياة في سورية: كثير من المال وبعض “كرامة”

لم تكن صورة المسن الذي دفع دما قبل أن يدفع مالا للحصول على الخبز هي الوحيدة التي تم تداولها بكثرة مؤخرا مترافقة مع كلمات مثل: “الذل”، و”الإجرام”، فثمة في الواقع السوري ما هو أكثر.

كانت صورة المسن، حسب تعليقات نشرها كثيرون، هي الأبلغ والأكثر وضوحا للثمن الذي يدفعه الناس كي يستمروا في حياة تزيد أعباؤها يوما إثر يوم.

عجوز لم تشفع له سنواته التي تجاوزت الثمانين، فالزحام الذي تشهده الأفران ما زال كثيفا رغم رفع سعر ربطة الخبز بنحو الضعف.

صورة استحضر عبرها سوريون كثيرا من العبارات التي قيلت في سنوات الأزمة: لقمة مغمسة بالدم، ذل، وإذلال، وحوش بشرية:

وأمام من أبدى الاستغراب من الحادثة التي تعرض ذلك المسن، علق آخرون بعبارة: “الناس بلشت تاكل بعضها” كما قال أحدهم تعليقا على الصورة.

وهناك من علق بأن ما حدث يجب أن يكون متوقعا، في بلد صار فيه الخبز يستهلك جزءا مهما من الدخل، وصار الحصول عليه ليس بالأمر السهل.

وقد استرجع آخرون صورة كانت انتشرت قبل يوم واحد فقط ويظهر فيها زحام لناس داخل “قفص” معدني أمام أفران “ابن العميد” في دمشق، وهي الصورة التي قيل عنها الكثير وتم تحميلها دلالات عدة، خاصة أن تلك الأقفاص لم تكن وليدة اللحظة، كما أن كثيرا من الأفران تحوي مثلها

وثمة من استرجع عبارة نسبت لأحد المديرين الذين عزوا الزحام على الأفران بزيادة استهلاك الناس للخبز، بعد ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية وغيرها، بأضعاف ما كانت عليه، بينما بقيت الأجور نسبيا دون زيادات تذكر.

وتزامنا مع صورة المسن، التي تلت صورة “الأقفاص” نُشر تسجيل مصور يظهر فيه عراك من أجل حجز مقعد في “سرفيس”:

وقبل ذلك انتشرت صورة لطريقة “غريبة” في حجز مقعد:

الواقع أن ارتفاع أجور الطلبات الخاصة “التكسي” بعد رفع سعر البنزين، جعل استخدام سيارات الأجرة مكلفا جدا، فالتسعيرة تعادل آلاف الليرات مقابل استخدام “التكسي” ولو لكيلومتر واحد.

ويقول أحدهم معلقا على ما يصفها بـ “صور الذل” ليقول: هكذا صارت التفاصيل اليومية تكرر عبئا فوق عبء، حتى تحولت أيام السوريين إلى عراك حقيقي مع الحياة.

سيريان تلغراف

Exit mobile version