نشرت “أوراسيا ديلي” نص لقاء مع الباحث في الشؤون التركية فلاديمير أفاتكوف، حول طموحات أردوغان الإقليمية والعالمية، التي تفوق إمكانات تركيا ومواردها في الواقع.
وجاء في اللقاء مع أفاتكوف، الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية:
ها هي ثاني كنيسة أرثوذكسية مشهورة بعد القديسة صوفيا تتحول من متحف إلى مسجد. ما سبب نهج أردوغان هذا؟
المسار نحو تحويل المتاحف إلى مساجد، يرجع إلى حقيقة أن النخبة الحاكمة داخل تركيا تبحث عن الدعم. فعلى خلفية انخفاض شعبيتها، بسبب المشكلات الاقتصادية، وفيروس كورونا والأهمية المتزايدة لأحزاب المعارضة الجديدة، تسعى النخبة الحاكمة إلى شد صفوف الناخبين المحافظين وحشدهم. وفي هذا السياق، تعمل بنشاط إحدى الأيديولوجيات الرئيسية الثلاث اتي تقوم عليها الجمهورية التركية، وهي أن تركيا مركز العالم الإسلامي.
هل سياسة أنقرة العدوانية خدعة؟ أم أن تركيا مستعدة حقا إلى صدام مع لاعبين مثل روسيا أو مصر أو اليونان؟
هناك عدة جوانب. السؤال، صحيح جدا. فلنقل، أولاً، وقبل كل شيء، إن تركيا لا تخادع. فهي تنطلق حقا من أنها قوة إقليمية رائدة وقوة عالمية قادرة على التأثير في العديد من العمليات التي تحدث في العالم.
هناك نقطتان مهمتان للغاية هنا. الأولى، أن تركيا تبالغ في تقدير مواردها. فليس لديها موارد كافية لتكون قوة عالمية؛ وثانياً، وهو أمر مهم للغاية، فهي لا تبالغ فقط في تقدير مواردها، إنما لا تفهم أيضا أن القوة العالمية هي القوة التي تراها القوى الأخرى عالمية. ومن أجل ذلك، عليها أن تكون قادرة على تحمل مسؤولية مصير المنطقة ومصير العالم. ومن أجل تحمل المسؤولية، لا ينبغي اتباع سياسة المواجهة، إنما سياسة تأخذ في الاعتبار توازن القوى وتوازن الإمكانات وتوازن المصالح. حتى الآن، في جميع هذه النقاط وضع تركيا الحديثة معقد بما يكفي.
سيريان تلغراف