رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، أن حركة حماس قد بدأت تفقد سيطرتها على قطاع غزة، خاصة بعدما فشلت في الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الحركة مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية، موضحة أن الفلسطينيين أنفسهم لم يعودوا يثقون في قدرة الحركة على السيطرة بشكل كبير على غزة .
وأضافت الصحيفة العبرية، أن حماس كانت دائما ما تظهر قدرة قواتها الأمنية على فرض تطبيق أي اتفاق تعقده الحركة لوقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي على كافة الفصائل الفلسطينية الأخرى، موضحة أن حماس كانت تقوم باحتجاز أعضاء من الفصائل الأخرى التي لا تلتزم فعليا بما توصلت إليه حماس من اتفاقات مع الكيان في هذا الصدد .
وقالت إن حماس لم تعد الآن في حاجة إلى إجبار أعضاء الفصائل الفلسطينية الأخرى، على عدم مهاجمة الكيان، موضحة أن قادة حماس قد تمكنوا من التوصل إلى اتفاق مع الحركات المسلحة الأخرى بغزة وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي يهدف إلى الاحتفاظ بقدر من الهدوء مع الجانب الصهيوني .
وأضافت الصحيفة أنه على ما يبدو أن حماس قد فقدت بالفعل سيطرتها على قطاع غزة، موضحة أن باقي الحركات المسلحة التي تعمل بالقطاع لم تعد تستجيب لما تفرضه عليها حماس .
وتابعت “أنه بالرغم من أن قادة حماس قد أكدوا استعدادهم الكامل للوفاء بالتزاماتهم حول اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنهم غير قادرين على إقناع الفصائل الأخرى على الالتزام بذلك” .
وأضافت، “جيروزاليم بوست” أن حركة حماس تواجه تحديات عديدة في المرحلة الحالية، ولعل أهمها الصراعات الداخلية بالحركة، بالإضافة إلى فقدان الدعم السوري والإيراني، موضحة أن تلك التحديات كانت لها العديد من التداعيات السلبية التي أثرت على الدور القيادي الذي تلعبه الحركة داخل قطاع غزة.
من ناحية أخرى أوضحت الصحيفة أن هناك بعض الفلسطينيين داخل قطاع غزة يؤكدون أن حماس لا تسعى لفرض الالتزام بعدم مهاجمة الكيان على الفصائل الأخرى، حتى لا يتم اتهامها بالتخلي عن فكرة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، موضحة أن قادة حماس لن يقبلون أن يتم وصفهم بالخونة في الوقت الذي يتصاعد فيه الإسلاميون في مصر .
وأضافت أن قطاع غزة قد شهد تواجدا متزايدا من جانب عناصر بعض الحركات الإرهابية، ومنها تنظيم القاعدة، موضحة أن المتابعين للمشهد الفلسطيني يؤكدون أن تلك العناصر تعد المسئول الأول عن الهجمات التي استهدفت إسرائيل سواء مؤخرا سواء من القطاع أو سيناء .
وقالت أن المجلس العسكري الحاكم في مصر لا يدعم حماس، ويسعى إلى إضعافها وإبعادها عن السلطة، في حين أن الحركة من جانبها ترى أن القادة العسكريين للبلاد هم صورة جديدة للنظام المصري السابق الذي كان مناوئا لسياساتهم وأفكارهم .
وقالت الصحيفة إن حماس تعانى أيضا من انخفاض كبير في شعبيتها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، لذلك فهي تعارض إجراء انتخابات تشريعية في هذه الآونة، وهو ما أظهرته نتائج معظم استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها مؤخرا، وهو ما يعد سببا أخر لفقدان سيطرة الحمساويين على مقاليد الأمور بالقاطع كما كان الوضع في السنوات الماضية.
سيريان تلغراف