عادت الحرائق لتلتهم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الحراجية في سوريا، كما حدث العام الماضي وأدى إلى خسارة كميات كبيرة خاصة من محصول القمح.
الحرائق التي امتدت من أقصى جنوب البلاد إلى أقصى شمالها الشرقي، ما زالت مجهولة الأسباب، وإن كانت الحرارة التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة في الأيام الماضية، من ضمن الأسباب في بعض المناطق، إلا أن ثمة من يتحدث عن “تعمد” إتلاف المحاصيل، خاصة في المناطق التي تجاور الحدود التركية، أو تلك التي تسيطر عليها فصائل تتبع لها.
يقول الناطق باسم منظمة “حقوق الإنسان في عفرين ـ سوريا” إبراهيم شيخو إن المنظمة تعمل على توثيق المساحات المحروقة، خاصة أن الحرائق ما زالت مستمرة، ويضيف أن قرى في ناحية شيراوا التابعة لعفرين (الخاضعة لسيطرة فصائل مدعومة من تركيا لتركيا) شهدت في يوم واحد (في 21 من الشهر الجاري) احتراق مساحة تجاوزت 50 هكتارا من المحاصيل الزراعية إضافة إلى 2500 شجرة زيتون.
وفي اليوم التالي شملت المساحات المحروقة نحو 40 هكتارا من الأراضي الزراعية.
وحول أسباب الحرائق يقول شيخو: “من الصعب تحديد ذلك بدقة لكن المؤشرات تؤكد الدور التركي في ذلك، إذ تشهد المناطق الزراعية استهدافات يومية بالمدفعية، من القاعدة التركية الموجودة في قرية تللف في ناحية جندريرس”.
ويشير شيخو إلى أن ذلك حدث السنة الماضية أيضا وفي ذروة المواسم الزراعية “إذ كان الاستهداف يتم بشكل يومي وأدى إلى حرق مساحات كبيرة”.
وإضافة إلى المدفعية يقول شيخو إن نوعا من الطائرات المسيرة تستخدم في إشعال الحرائق في المحاصيل، وهو ما حدث ويحدث في مناطق الجزيرة (شمال شرق البلاد) إذ يحدث استهداف يومي بذلك النوع من الطائرات المسيرة الحارقة.
ويشير شيخو إلى أن عملية إخماد الحرائق محفوفة بالمخاطر إذ توفي الشاب سليمان إبراهيم (22 عاما) من قرى شيراوا أثناء مساعدته الأهالي في إخماد حريق، حين انفجر فيه لغم أرضي، وتوفي في المشفى.
كما يشير إلى أن المعدات التي يستخدمها الأهالي في إخماد الحرائق متواضعة.
المنطقة
المساحة المحروقة (بالدونم)
دير الزور
17200
الحسكة
4550
رأس العين وتل تمر
25000
عين العرب
950
عين عيسى
250
الرقة
190
الطبقة
525
منبج
1750
وتشهد سوريا منذ أيام حرائق في أكثر من منطقة كان آخرها الحريق الذي شهدته منطقة الربوة في دمشق.
وفي محافظتي درعا والسويداء جنوب البلاد، أتلفت الحرائق عشرات الهكتارات، من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير.
ورصدت الصحف المحلية أيضا عددا من الحرائق التي شهدتها محافظة حلب شمالا، وقد التهمت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في الريف الجنوبي للمحافظة.
ونقلت صحيفة “تشرين” عن وسائل إعلام أن مروحيات أمريكية من نوع “أباتشي” أسقطت “بالونات حرارية على حقول القمح في محافظة الحسكة السورية”.
ونقلت الصحيفة عن “مصادر مطلعة” أن “إحراق تلك المحاصيل نفذته قوات الاحتلال الأمريكي بناء على أوامر وافق عليها الرئيس دونالد ترامب” وأشارت إلى أن مجموع المناطق التي أحرقت محاصيلها، تجاوزت الـ300 هكتار، تتوزع على أرياف حلب والرقة والحسكة.
سيريان تلغراف