تتسبب الإنفلونزا سنويا في حوالي ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة من المرض الشديد و291 ألفا إلى 646 ألف حالة وفاة، وفق منظمة الصحة العالمية.
وتشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا بلغ أكثر من 61 ألف إصابة في الولايات المتحدة في موسم 2017-2018.
ما الذي يحدث داخل الجسم؟
في معظم حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالإنفلونزا، يقتل الجسم نفسه في محاولة للشفاء.
ويقول أميش أدالغا، طبيب الأمراض المُعدية بمركز الأمن الصحي بجامعة جونز هوبكنز: “إن الوفاة بسبب الإنفلونزا ليست كالوفاة بسبب الإصابة بطلق ناري أو بسبب لدغة عنكبوت الأرملة السوداء، فوجود الفيروس في حد ذاته ليس هو ما يقتل، ولكن الأمراض المُعدية دائمًا ما يكون لها تفاعلات معقدة مع جسد مضيفها”.
وبعد دخول فيروس الإنفلونزا إلى الجسم، والذي يكون عبر العينين أو الأنف أو الفم، يبدأ في الاستحواذ على الخلايا البشرية في الأنف والحلق ليقوم بنسخ نفسه، بحسب ما جاء في تقرير لمجلة “العلوم”.
كتائب “الدم البيضاء”
يثير التجمع الفيروسي الهائل رد فعل قوي من الجهاز المناعي، الذي يرسل كتائب من خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والجزيئات الالتهابية للقضاء على ذلك التهديد.
وتهاجم الخلايا التائية الأنسجة التي تحتوي على الفيروس وتقضي عليها، لا سيما تلك الموجودة في الجهاز التنفسي والرئتين التي غالبا ما يستوطنها الفيروس. وفي معظم الحالات بين البالغين الأصحاء، تنجح هذه العملية ويتعافى المريض في غضون أيام أو أسابيع.
لكن في بعض الأحيان يكون رد فعل الجهاز المناعي مفرط القوة، فيُتلف الكثير من الأنسجة في الرئتين، حتى إنها تصبح غير قادرة على توصيل كمية كافية من الأكسجين للدم، مما يؤدي إلى الإصابة بنقص التأكسد ثم الوفاة.
الأنفلونزا الموسمية هي عدوى فيروسية تميل إلى البدء في الانتشار في الخريف وتصل ذروتها خلال أشهر الشتاء، ويمكن أن تستمر حتى الربيع – حتى مايو – ويميل إلى التلاشي في أشهر الصيف.
وفي حين أن معظم حالات الإنفلونزا تختفي من تلقاء نفسها، يمكن أن تصبح الأنفلونزا مهددة للحياة إذا ظهرت مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي بجانبها.
سيريان تلغراف