تحت العنوان أعلاه، نشرت “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا حول عقم محاولات إبعاد إيران عن الملف السوري.
وجاء في المقال: قد يتم تأجيل المباحثات بين روسيا وإيران وتركيا التي كانت مقررة هذا الشهر في نور سلطان ضمن صيغة أستانا. ومن المستبعد أن يكون التأجيل ناجما عن صعوبات تقنية. فصيغة أستانا لوقف إطلاق النار بالشكل الذي تصورته الدول الضامنة لم تعد منذ فترة طويلة كافية. وقد ألقت الخلافات الأخيرة بين روسيا وتركيا، والتي تتعلق بمصير محافظة إدلب المتمردة، بظلال من الشك على قابلية صيغة أستانا للاستمرار. فحقيقة أن إيران، العضو المهم في ثلاثي أستانا، لم تشارك علنا في حل هذا النزاع حول جيب المعارضة، تؤكد أن منصة المفاوضات في نور سلطان استنفدت نفسها.
ومع أن اجتماع الرئيسين الروسي والتركي، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، في موسكو في الـ 5 من مارس، أدى إلى حل العديد من القضايا المتعلقة بوقف إطلاق النار في إدلب، فمن المستغرب عدم استعداد روسيا وتركيا لإشراك إيران رسميا في المفاوضات بشأن مصير إدلب على أعلى مستوى، على الرغم مما تقوله بعض التقارير عن أن العديد من ممثلي الوحدات الشيعية غير النظامية الخاضعة لسيطرة طهران يشاركون في العمليات إلى جانب الجيش السوري. وهذا يوجه رسالة خاطئة إلى القيادة الإيرانية.
وهكذا، فقد كشف الوضع في محافظة إدلب عن حدود التحالفات التكتيكية التي شاركت فيها روسيا خلال عمليتها السورية. وعلى الرغم من الحدود الواضحة لصيغة أستانا، فإن موسكو في حاجة إلى إشراك جميع اللاعبين المتورطين، بطريقة أو بأخرى، في الصراع. وإلا، فقد يحاول هؤلاء التوصل إلى اتفاق من خلف ظهر روسيا.
وبالطبع، فمن السذاجة الاعتقاد بأن تركيا وإيران ستتمكنان من حل النزاع حول إدلب بمفردهما، لكن الإشارات الصدرة من طهران يجب أن تلفت انتباه الدبلوماسية الروسية. وأما الصراع، حتى بين الشركاء، على النفوذ في سوريا بعد أن تضع الحرب أوزارها فسيكون أقل وضوحا، ولكن ليس أقل حدة.
سيريان تلغراف