أعلن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في مقابلة أجرتها معه قناة “روسيا – 24” التلفزيونية يوم 22 يونيو/حزيران أنه لا ينوي تقديم مبررات إلى نظيرته هيلاري كلينتون أثناء اللقاء بها بشأن إعادة المروحيات المصلحة في روسيا إلى سورية.
وقال:” لا أنوي التطرق إلى هذا الموضوع. وفي حال تهتم نظيرتي بهذه المسألة فسأقول لها أننا لا ننوي الاعتذار”. وأوضح قائلا:” من المستحيل إدانتنا ( بتوريد أسلحة إلى سورية) لأننا لا نخرق شيئا ولا قانونا دوليا ولا قرارات لمجلس الأمن الدولي ولا قوانيننا في مجال الرقابة على الصادرات التي تعتبر من أكثر القوانين شدة في العالم”.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن روسيا تورد إلى سورية الأسلحة بموجب عقود غير سرية تقضي بشراء دمشق لوسائل الدفاع الجوي الروسية التي قد تحتاج إليها سورية في حال تعرضها لعدوان خارجي.
وعلق لافروف على قصة المروحيات الروسية الى سورية وأعاد إلى الأذهان أيضا أن اتفاقية إصلاح المروحيات السوفيتية الصنع تم توقيعها بين روسيا وسورية عام 2008. وبعد إنجاز إصلاحها جرت عملية اعادتها لسورية مفككة. وكان من المفترض ان تستغرق عملية تجميعها هناك فترة لا تقل عن 3 أشهر.
وقال لافروف:” ومن غير النزاهة بالطبع القول أننا قد بعنا توا شيئا جديدا سيستخدم ضد المتظاهرين المسالمين”. وأضاف قائلا:” لذلك فإنني جاهز لهذا الحوار – شأنه شأن الحوارات في مواضيع أخرى- مع نظيرتي(هيلاري كلينتون)،علما أننا أيضا نريد أن نوجه أسئلة كثيرة إلى الأمريكيين”.
ومن جهة أخرى لا يرى لافروف أن اتهام روسيا من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين بتوريد الأسلحة إلى سورية يهدف إلى تأزيم العلاقات الروسية الأمريكية عموما. وقال:” لا أظن أن الهدف يكمن في ذلك”.
وفي هذا السياق ذكر لافروف أن الرئيسين الروسي والأمريكي أكدا في أثناء القمة الاخيرة التي عقدت بينهما في لوس كابوس، أكدا اهتمامهما بتحسين العلاقات وتعميق الشراكة بحيث تعم مجالات أخرى وقبل كل شيء المجال الاقتصادي.
وبحسب قول الوزير الروسي :” فإن المشكلة ربما تكمن في العقلية الامريكية التي يحملها كل أمريكي منذ نعومة أظفاره والتي تقول “أننا الأمريكيون رقم 1 في العالم ولذلك نحن اتقياء “. ولهذا الأمرانعكاساته ، بالرغم من ان المبررات لهذا الاعتقاد تقل من يوم إلى آخر، حيث اتضح ان الأمريكيين ليس بوسعهم الآن أن يحلوا بمفردهم القضايا العالمية في مجال السياسة والاقتصاد.ولكن الاستمرارية في هذا الاعتقاد قد تدوم فترة ما اخرى”.
وفي معرض ذلك لفت لافروف إلى أن هذه العقلية الأمريكية تتجلى بصورة خاصة في اتخاذ عقوبات إحادية الجانب ضد إيران وسورية وكوبا وعدد من الدول الأخرى. وقال:” يمارس الأمريكيون المضاربة بكون بلادهم تحتكر اصدار الدولار وبالدور الذي يلعبونه في صندوق النقد الدولي . ومع الاسف اصبح هذا الاتجاه معديا ، حيث أنتقلت العدوى الامريكية الى الاتحاد الأوروبي الذي بدأ هو أيضا اللجوء إلى فرض عقوبات إحادية الجانب، وعلى سورية ضمنا”.
وقال الوزير الروسي إن محاولة الولايات المتحدة لنشر مفعول قوانينها إلى دول أخرى لا تخرق أية قوانين دولية تعتبر نزعة خطيرة وسلبية بالنسبة إلى العلاقات الدولية المعاصرة إذ انها تلحق ضررا بالتعاون الدولي.
سيريان تلغراف | وكالات