Site icon سيريان تلغراف

كوريير: لا قاعدة للأمريكيين في سورية

“مفترق طرق دونالد ترامب السوري”، عنوان مقال قسطنطين سيفكوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، عن حتمية خروج القوات الأمريكية من سوريا إن لم يكن طوعا فبالسلاح.

وجاء في المقال: رحيل الأمريكيين عن سوريا أمر لا مفر منه. يمكن أن يكون طوعيا مع الحد الأدنى من خسائر السمعة والخسائر المادية والبشرية، أو قسريا تحت ضغط تشكيلات قتالية غير نظامية. في الحالة الأخيرة، سيتم اعتبار ذلك هزيمة عسكرية مخزية مع خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات والموارد.

لا بد لدمشق من استعادة وحدة أراضي البلاد. والقوات الأمريكية، تشكل عقبة أمام ذلك. فوجودها في سوريا غير قانوني، وهي وفقا للقانون الدولي معتدية.

ومن المستبعد أن يتعامل الأكراد الموالون للأمريكيين بصورة جيدة مع الجنود الأمريكيين؛ والمقاتلون الباقون على قيد الحياة في المنظمات الإسلامية المتطرفة بعد هجمات الولايات المتحدة على قادتهم، وخاصة تصفية زعيم الدولة الإسلامية، لن يقفوا مكتوفي الأيدي إذا سنحت الفرصة لهم؛ ويبدو أن المعارضة السورية “الديمقراطية”، الخاضعة للسيطرة التركية، أدركت أن نهاية الكفاح المسلح في سوريا قريبة؛ وليس لدى الأمريكيين أي سبب للرهان على ولاء القبائل العربية المحلية. فالأخيرة، تدرك جيدا أن الولايات المتحدة في سوريا هي الجانب الخاسر.

حتى اليوم، ليس لدى الولايات المتحدة أي قاعدة اجتماعية في سوريا للحفاظ على وجود عسكري. ومع ذلك، فإن القيادة الأمريكية لا تظهر رغبة في مغادرة البلاد.

ولكن الولايات المتحدة، محقة في أن دمشق وحلفاءها، ممثلين بموسكو وطهران، وخاصة أنقرة، لن يقدموا أبداً على نزاع مسلح مباشر معها. لكن ثقتها في قدرتها على تحمل ضربات التشكيلات غير النظامية مبالغ فيها إلى حد كبير. فعِبر الحروب الهجينة التي أطلقها الأمريكيون في مناطق مختلفة من العالم استوعبها جيدا ضحاياها من تنظيمات وبلدان. وهذه الأسلحة يمكن استخدامها بنجاح ضد الجنود الأمريكيين في سوريا.

القواعد الأمريكية في سوريا ضعيفة للغاية. والأمريكيون، لم يتعرضوا لخسائر حتى الآن، فقط لأن أحدا لم يهاجمهم بعد. وعندما يتم اتخاذ هذا القرار، ستبدأ خسائر الأمريكيين في النمو بسرعة.

يمكن افتراض أن يتقرر مصير الوحدة الأمريكية في سوريا في العام المقبل: الولايات المتحدة ستغادر هذا البلد.

سيريان تلغراف

Exit mobile version