“لا تتوافق تماما”، عنوان مقال إدوارد ليمونوف، في “سفوبودنايا بريسا” حول عملية “نبع السلام” التركية، واضطرار روسيا إلى الاختيار بين إيران وسوريا من جهة وتركيا من جهة أخرى.
وجاء في مقال الكاتب والناشط السياسي البارز ليمونوف:
بدأت العملية التركية في سوريا في الـ 9 من أكتوبر. فماذا حقق أردوغان؟ لنلق، بداية، نظرة على ما يجري هناك. بناء على المصادر التي لدينا:
1. دمر (أردوغان) التحالف بين الدول الأربع: سوريا وإيران وروسيا وتركيا؛
2. وضع أردوغان الولايات المتحدة في موقف أرغمها معه على فرض عقوبات على تركيا. (العقوبات) حتى الآن، ليست ذات قيمة. ثم، لحفظ ماء وجهها، أقنعت الولايات المتحدة الأتراك بوقف الهجوم لمدة خمسة أيام (120 ساعة)، ولم يتحقق سوى القليل من وقف إطلاق النار القصير هذا، فاستمرت الاشتباكات. وسلوك تركيا يضر بصورة الولايات المتحدة، فكما لو أن الولايات المتحدة لم تعد تطاع؛
3. لقد أدت العملية التركية في سوريا إلى إزاحة روسيا من وضعية الموافقة الودية على جميع أعمال تركيا. فالآن، سلوك تركيا “لا يتوافق تماما” مع سلوك الحليف، وفق تعبير بيسكوف عن استياء روسيا. سيكون من الأصح تبديل الكلمات في بيان بيسكوف “لا يتوافق على الإطلاق”.
بشكل عام، في سعيها الحماسي إلى تحقيق هدف محلي داخلي، هو الكفاح ضد حركة الاستقلال الكردية، التي تكتسب قوة في تركيا نفسها (ويوجد ما يصل إلى 20 مليون من الأكراد في تركيا!)، خربت تركيا علاقاتها مع دول المنطقة ومع روسيا، المحامية والمدافعة عن نظام الأسد.
يدفعنا أردوغان إلى أنه نختاره، في المفاضلة بين الأسد وبينه. ولكننا، لم نكن نريد الاختيار، ولا نريده الآن. إننا نريد هذا وذاك. والأتراك يضغطون علينا مخادعين.
وهكذا، فسيتعين علينا اختيار سوريا وإيران. فعلينا أن لا نختار تركيا.
سيريان تلغراف