أكدت صحيفة الوطن العمانية أن تطورات الأزمة في سورية وما يعلنه الاميركيون يكشف يوما بعد اليوم حقيقة الاهداف الغربية والاميركية منها والمتمثلة باستهداف الموقف السوري الداعم للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة وعلاقته مع ايران.
واستشهدت الصحيفة في مقال نشرته اليوم في زاوية رأي “بعنوان الأزمة السورية .. وضرورة التنادي إلى كلمة سواء” بهذا الصدد بما كشفه الخبير السياسي النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأميركي إيليوت أبرامز عن الأبعاد الاستراتيجية التي تقف خلف التدخل في الأزمة في سورية والدخول من بوابة دعم المعارضة السورية تحت أقنعة الحرية والديمقراطية وحماية المدنيين وحقوق الإنسان حيث تحدث عن الأهمية الاستراتيجية لإسقاط الحكومة السورية والمتمثلة بتحقيق الخسارة للمقاومة الوطنية اللبنانية وإيران وروسيا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحقيقة التي أفصح عنها الخبير الأميركي تكشف الأسباب التي تقف وراء الدفع بالمعارضة السورية الى رفض الالتزام بخطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية رغم أن الخطة فصلت تفصيلا دقيقا وفق مقاييس المعارضة السورية وانتهاجها طريق العنف الذي يتسبب في كل هذه المآسي التي تشهدها سورية كما يكشف بصورة لا تقبل الجدل حقيقة المجازر المرتكبة والتي يتم الإعلان عنها في أوقات محددة حيث باتت هذه المجازر علامة مسجلة باسم المؤتمرات الدولية الخاصة بسورية بل ويتم ارتكابها والإعلان عنها في الزمن المختار والمحدد سلفا نظرا لوجود الكثير من المجموعات المسلحة بما فيها عناصر تنظيم القاعدة داخل سورية ومحسوبة على المعارضة السورية وتتلقى الأوامر لارتكاب مجازر لتأجيج الرأي العام العالمي وللضغط على روسيا والصين لتغيير موقفهما من الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخبير الأميركي أبرامز كشف ايضا عن خيبة الامل الاميركية من تركيا لانها كانت تريد منها أن تقود العمل العسكري ضد سورية وهو ما يرفضه الشعب التركي حيث أظهر آخر استطلاع للرأي إن ما يزيد على النصف من الأتراك يرفضون التدخل العسكري التركي ضد سورية فضلا عن رفض نسبة منهم تقارب النصف التدخل التركي بأي صورة كانت.
وانتقدت الصحيفة ذارفي دموع التماسيح على سقوط الضحايا في سورية مؤكدة ان هؤلاء هم من وضعوا هذا البلد بالفعل في اللحظة التي ظلت الولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الغربية تنتظرها بفارغ الصبر بعد فشل المحاولات السابقة التي اتبعتها أميركا وفرنسا وبريطانيا من عقوبات وضغوطات واتهامات وقوائم سوداء في تغيير الموقف السوري وتحويله ليصبح تابعا للسياسة الأميركية ومواليا لها ومطأطئا للكيان الإسرائيلي الغاصب ويتخلى عن دعم المقاومة في كل من فلسطين المحتلة ولبنان ويتخندق في الخندق المضاد لايران.
وأكدت الصحيفة في ختام مقالها أن هذه الحقائق التي تتكشف يوما بعد يوم حول ما يجري على الأرض السورية تستدعي من السوريين جميعا وقفة تأمل والعمل على فرملة الاندفاعات ذات النتائج الوخيمة على وطنهم والتنادي إلى كلمة سواء لإنقاذ وطنهم وشعبهم من جحيم هذه المؤامرة.