وجدت دراسة جديدة أجريت على بول يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، أن البشرية انتقلت من الصيد إلى تربية المواشي قبل 10 آلاف عام.
ويُعتقد أن الدراسة تحدد “نقطة التحول الحاسمة في تاريخ البشرية”، عندما أصبح سكان العالم رعاة للحيوانات.
ولا يمكن حاليا فصل أملاح بول البشر عن تلك الموجودة في بول الماشية، ولكن الباحثين يأملون في تحسين التقنية عما قريب.
وتتبعت الدراسة، التي أجراها خبراء من جامعة كولومبيا، السكان في مستوطنة تركية قديمة على مدى ألف عام.
وأجرى الباحثون تحليلا لما مجموعه 113 عينة من النترات والصوديوم والكلور، في موقع “Aşıklı Höyük” وسط تركيا. وكشفت العينات عن طفرة في أعداد البشر والأغنام والماعز، نحو عام 8000 قبل الميلاد.
وتستخدم الدراسة وفرة أملاح البول عبر الزمن، لتتبع نمو المجتمع في العالم أولا.
وتعود أقدم الطبقات في الموقع، التي تحمل دليلا على وجود الإنسان، إلى 10 آلاف و400 سنة. وعلى مدار 40 عاما، اكتُشفت زيادة طفيفة في تركيز البول، قبل حدوث ارتفاع مفاجئ استمر 300 عام.
ووجدت الدراسة أن التوقيت قريب مما توقعه الباحثون، ولكنهم يقولون إن الارتفاع الحاد في عدد السكان قبل نحو 10 آلاف عام، يمكن أن يكون دليلا على انتقال أسرع مما كان يُعتقد.
وتشير الدلائل الواردة من الموقع إلى أن البشر بدأوا في تدجين الأغنام والماعز، زهاء عام 8450 قبل الميلاد.
وتطورت الممارسات هذه على مدار ألف عام، حتى أصبح المجتمع يعتمد بشدة على الماشية في الغذاء. وفي المتوسط، عاش 1790 فردا وحيوانا في المستوطنة.
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في يوم من الأيام، من استخدام تقنية تفريق عينات ملح البول، لدراسة المناطق الأخرى التي لا توجد فيها آثار تشمل العظام أو المباني.
ونُشر تحليل فريق علماء الآثار في مجلة “Science Advances”.
سيريان تلغراف