حذر الخبراء من أن العدوى الفطرية القاتلة والمحصنة ضد الأدوية، تجتاح جميع أنحاء العالم.
ويمكن للجرثومة المكتشفة حديثا، والتي تسمى “Candida auris”، أن تبقى على جلد الأشخاص والأدوات مثل الأثاث والمعدات في المستشفيات، لفترة طويلة.
وهذا يعني أنه يمكن أن تنتشر بشكل غير مباشر بين المرضى وترك المصابين، خاصة من يملكون جهاز مناعة ضعيف، بما في ذلك الرضع والمسنين، أكثر عرضة للخطر.
ويقول الخبراء إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن “Candida auris” يمكن أن تكون مقاومة للفئات الرئيسة الثلاثة من الأدوية المضادة للفطريات، ما يترك للأطباء خيارات علاجية قليلة.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أصابت هذه العدوى المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك وحدة الأطفال حديثي الولادة في فنزويلا وإسبانيا.
ووصلت العدوى إلى المملكة المتحدة في عام 2015، حيث اضطرت وحدة العناية المركزة في مستشفى رويال برومبتون في لندن إلى الإغلاق لمدة 11 يوما بعد تفشي المرض.
وفي الولايات المتحدة، تم الإبلاغ عن 587 حالة، معظمها في نيويورك ونيوجيرسي وإلينوي، ما دفع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى إضافة “Candida auris” إلى قائمة “التهديدات العاجلة”.
ووجدت دراسة نشرت العام الماضي في مجلة الأمراض المعدية الناشئة أن 45% من المرضى ماتوا خلال 90 يوما من تشخيص إصابتهم بالعدوى.
وتقريبا، جميع العينات من 51 مريضا، كانت مقاومة للفلوكونازول، وهو دواء مضاد للفطريات شائع الاستخدام.
وتثير العدوى الفطرية قلق خبراء الرعاية الصحية لأنه لا يمكن احتواؤها باستخدام العلاجات الدوائية الموجودة.
وعادة ما يموت المصابون بهذه الأمراض المقاومة للأدوية بعد فترة وجيزة من الإصابة بها، بسبب طبيعتها غير القابلة للعلاج.
ويمكن إيقاف معظم الإصابات الفطرية والبكتيرية باستخدام الأدوية. ولكن الفطريات والبكتيريا المقاومة للعقاقير، تتطور جيناتها بسرعة كبيرة بحيث يثبت أن العلاج المقصود باستهدافها غير فعال ويسمح بانتشار المرض الخطير.
وما يزيد الطين بلة، أن الحاملين للأمراض المقاومة للعقاقير لا يظهرون أي أعراض، ما يجعلها تنتشر دون علم.
وما يزال الأطباء والباحثون غير متأكدين من أسباب الأمراض المقاومة للعقاقير، لكنهم يعلمون أن هناك سلالات مختلفة من “Candida auris” في أجزاء مختلفة من العالم، ما يجعلهم يعتقدون أن الفطريات لم تأت من مكان واحد.
ويعتقد بعض الخبراء أن الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية وغيرها من العلاجات المضادة للفطريات، تسبب في ظهور “Candida auris” في مجموعة متنوعة من المواقع في الوقت نفسه تقريبا.
ومع استمرار استخدام المبيدات الحشرية ومضادات الفطريات والمضادات الحيوية بكثافة في المحاصيل والماشية، فمن الممكن أن تتعلم الفطريات والبكتيريا المستهدفة كيفية التطور للبقاء على قيد الحياة، على الرغم من العلاجات.
سيرسان تلغراف