ما زالت حالة من الاستغراب والقلق تسود أوساط الصحفيين، رغم التوضيح الذي نشره موقع “الخبير السوري” حول مقالة “دونكيشوتات جدد بسيوف من فيسبوك، واستهداف آخر للسوريين بأدوات من الداخل”
جاء التوضيح من الموقع، الذي يديره مستشار رئيس الحكومة السورية الصحفي، ناظم عيد، بعد نحو ساعتين على ما نشره عضو مجلس الشعب السوري النائب، نبيل صالح، على صفحته الشخصية على فيسبوك، ووجّه فيه انتقادا حادا طال موقع “الخبير السوري” والمكتب الصحفي لمجلس الوزراء، بسبب المقالة التي نشرها الموقع و”قام المكتب الصحفي لمجلس الوزراء بتمريرها على بعض الصحفيين”، بحسب النائب صالح.
المقالة الأولى، المغفلة من اسم الكاتب، وصفت من “يتطاول على قامات ومؤسسات الدولة”، ومن يتحدث عن أزمات راهنة كأزمة الغاز أو الكهرباء مثلا، بأنهم “دونكيشوتات بسيوف من فيسبوك، الواقعون في غوايات الانحراف والانزلاق في متاهات العبث بثوابت سوريّا الصّامدة، فكانوا إمّا مأجورا وهذا ارتكاب يستوجب المساءلة بتهمة الخيانة، أو مأفونا وهذا يستدعي الحجر السريع، فلا فرق بين القتل القصد والآخر الخطأ عندما تتماهى النتائج وتتطابق”.
ورأى صالح في ذلك “دعوة إلى القتل والاجتثاث”، وقال إن المقالة “تقدم خطابا خشبيا يذكرنا بافتتاحيات الرفيق عبدالله الأحمر قبل ربع قرن في جريدة البعث، ويبدو منها أن أولاد الحكومة قد ضاقوا ذرعا بجريدة عموم الشعب التي تدعى (فيسبوك)، والتي تقدم وجها آخر لأحوال المجتمع، لا يشبه ما يقدمه الإعلام الرسمي الذي تم تأميم نشاطه طوال العقود الماضية لصالح باشاوات الدولة العلية”.
تواصلنا مع رئيس المكتب الصحفي في رئاسة الوزراء الزميل، مرشد ملوك، ولم يشأ التعليق على الأمر، أما الزميل عيد، فقد أرسل رابط المادة الثانية التي نشرها “الخبير السوري” لاحقا.
توضيح
وفي المقالة الثانية التي حملت عنوان: “بالنسبة لـ “الدونكيشوتات الجدد”.. توضيح لمن وصلته الصورة “مشوّشة” والتي جاءت أيضا مغفلة من اسم الكاتب، يقول الموقع إنه يقدم توضيحا حول المادة “التي أثارت جدلا والتباسا في أذهان بعض الأصدقاء والمتابعين.. كما أثارت “ثورة” من نقصد، وللأسف كان جلّهم بأسماء وهميّة بدلاتها أي عامّة.. وبعضها كان بأسماء صريحة لكنها ليست حقيقيّة، ومعظمها يعود إلى متمولين منشقّين عن البلد وهاربين إلى الضفة الأخرى”.
أما التوضيح بشأن المقصود من المقالة الأولى، فيعلنه الكاتب أنه:
أحد المتمولين الكبار ممن سرقوا ثروة البلد وهربوا بها، قدّم نفسه كمعارض واستأجر عشرات الأقلام الهاربة مثله.. بعد أن تقطّعت بهم سبل الرزق هناك حيث لم يعد لتمويلهم جدوى، وهؤلاء يتولّون اليوم مئات الصفحات الفيسبوكيّة بأسماء وهميّة، ويعملون وفق نهج منظّم لتأليب الشارع السوري “المنتصر” ضد بلده، عبر استثمار المشكلات المعيشيّة التي نتج معظمها عن ظروف الحرب والحصار.
هل هو مجرد رأي؟
بعض الصحفيين الذين تواصلت معهم RT قالوا إن “التخوين شيء مخيف، وثمة حالة قلق كبيرة وسط الصحفيين، ويعود ذلك إلى أن ما نشر في الموقع لم يتم التعامل معه على أنه مجرد رأي صحفي عابر، بل على أنه فكرة ورؤية جهة رسمية، وأخطر ما في المقالة هو دعوتها الصريحة إلى “الاجتثاث”.
سيريان تلغراف