اعتبرت “واشنطن بوست” في مقال بعنوان “استعادة الأسد موقعه قد بدأت”، أن العام المنتهي انقضى في صالح الرئيس السوري الذي صد التحديات في خضمّها، مؤكدة أن الآتي أصغر بالنسبة للأسد.
وأشارت إلى أنه بات واضحا في نهاية 2018، أن الرئيس السوري بشار الأسد، تمكن بمساعدة روسيا وإيران من الاحتفاظ بالسلطة.
وعادت إلى تحت سيطرة الحكومة من جديد، أجزاء كبيرة من أراضي سوريا، وبدأت الدول العربية عملية إعادة علاقاتها تدريجيا مع الأسد.
وأضافت أن عام 2018 مرّ بشكل ناجح وجيد بالنسبة للرئيس الأسد، فبالإضافة إلى انسحاب الجيش الأمريكي من شرقي سوريا، الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب، أعلنت عدة دول عربية أنها على استعداد لمصالحة الحكومة السورية، وبدأت عقد مقاطعة سوريا بالانفراط.
ففي ديسمبر كان الرئيس السوداني عمر البشير أول رئيس عربي يزور دمشق منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، وبعد ذلك فتحت الإمارات سفارتها في العاصمة السورية وتبدي الكويت والبحرين استعدادهما لذلك أيضا.
كما عادت حركة الطيران المدني بين دمشق وتونس وتم فتح معبر نصيب على الحدود بين سوريا والأردن وعادت العلاقات التجارية بين البلدين، مما دفع المراقبين للجزم بأن الأسد، لم يعد في محل “المنبوذ الإقليمي”.
وكتبت الصحيفة أن السعودية الراعي الرئيس للمتمردين أثناء الحرب السورية باتت أكثر استعدادا لقبول الأسد، على أمل تقليل اعتماده على إيران المنافس الإقليمي لها، كما من المتوقع أن ترحب به جامعة الدول العربية بعد أن “طردته من صفوفها بسبب القمع الوحشي للاحتجاجات عام 2011.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك آراء صارت إن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، أعطت زخما لبث الروح في العلاقات بين سوريا والدول العربية.
ولاحظت الصحيفة الأمريكية أن “نظام الأسد منذ البداية لم يقع في العزلة المتوقعة، وحتى في أصعب السنوات عندما سيطرت الجماعات المسلحة على مناطق من دمشق، حيث كان يتلقى الدعم المادي والعسكري من موسكو وطهران”.
وذكّرت الصحيفة كيف حالت روسيا دون فرض العقوبات الأممية على سوريا، وكيف قدمت الصين المساعدة لسوريا، فيما لم تطالب دول مجموعة بريكس، والكثير من الدول برحيل الأسد وحافظت الهند على علاقاتها مع سوريا، لخشيتها من تعاظم قدرات الإسلاميين.
واستبعدت الصحيفة أن يقدّم حلفاء الأسد حصة كبيرة من المليارات الـ400 اللازمة لإعادة إعمار سوريا، وقالت: “لا تملك روسيا وإيران هذه المبالغ التي تبقى كبيرة جدا حتى بالنسبة للصين. ويقر الجميع بأن دول الخليج والدول الغربية يمكنها ضمان هذه الأموال”.
وفي الختام استذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا، لا يزالون يرفضون الأسد، إلا أن الانسحاب الأمريكي من سوريا سيذلّل موقف الأوروبيين تجاه الرئيس السوري رغم دعم أنقرة لمعارضيه، والتي تخلت في ضوء التطورات الأخيرة عن مطلب رحيله.
وخلصت الصحيفة إلى أن سرّ الموقف التركي هذا، يكمن في رغبة أنقرة الجامحة في كبح الأكراد، الذين تعتبرهم إرهابيين، فيما سوريا قادرة على التفاوض معهم ليعودوا بأراضيهم لسيادتها، وسيعتمد الكثير كذلك على ما إذا كانت روسيا قادرة على التوسط في أي صفقة.
سيريان تلغراف