تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “إكسبرت أونلاين”، حول مرجعيات قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، ومقابل ماذا يبيع ورقة الانسحاب ولمن.
وجاء في المقال: اتخذ ترامب قرار الانسحاب، على ما يبدو، في بداية فترة رئاسته. فكونه براغماتيا، لم ير خيارات أخرى أجدى.
في الواقع، أصبحت القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا مشكلة جدية ليس فقط لدمشق، إنما ولواشنطن. كان للقوات أن تكون ضرورية لو استمرت أمريكا في القتال من أجل السيطرة على سوريا، لكن الأمريكيين، في الواقع، تخلوا عن ذلك منذ عهد أوباما.
ومع ذلك، فمن ناحية أخرى، يجب أن يكون الخروج صحيحا. فهم ترامب أنه يجب عليه المغادرة منتصرا. إلا أنه لم يعلن عن ذلك لفترة طويلة، ذلك أنه ليس سياسيا براغماتيا فحسب، إنما ورجل أعمال. يعرف رجل الأعمال دائمًا أن المستحقات في المحافظ الاستثمارية لا ينبغي التخلص منها، إنما بيعها بشكل صحيح. أي، بادل انسحابك من سوريا مع بعض التفضيلات من أصحاب المصلحة في هذا الانسحاب.
على وجه الخصوص، مع تركيا. فأردوغان، اعتاد أن يلعب على التصعيد والفوز، لكنه يفهم أيضا أن ترامب في مرحلة ما قد يعنّد، فيتعين على تركيا الدخول في المياه الخطيرة لنزاع عسكري محتمل مع الولايات المتحدة. ولذلك، فإن أنقرة، على ما يبدو، لم تكن تعارض الاتفاق على رفع “الغطاء الأمريكي” عن الأكراد بالوسائل السلمية.
بيد أردوغان الآن الورقة الرابحة الأهم، فهو يحمل في يديه كل خيوط “قضية خاشقجي”، أي مصير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المتورط في القضية.
صاحب المصلحة الثاني هو إيران. وجود القوات الأمريكية في سوريا، بالطبع، يضعف الولايات المتحدة، ولكن يعيق جديا طهران في إنهاء حرب أهلية مكلفة جدا بالنسبة لها. لذلك، أمكن ترامب بيع خطوته للإيرانيين مقابل بعض الضمانات بشأن شروط الدستور المستقبلي لسوريا، والوجود العسكري الإيراني في البلاد. المفاوضات حول ذلك، جرت من خلال روسيا، وعلى ما يبدو، انتهت بنجاح.
بطبيعة الحال، هذا لا يعني أن واشنطن تتوقف عن الصراع مع طهران، إنما ستركز جهودها على صراعات واعدة أكثر على الهامش. في جنوب العراق.. لبنان.. اليمن. وتنتهي الحملة السورية بالنسبة لواشنطن بـ(النصر).
سيريان تلغراف