Site icon سيريان تلغراف

الصحافة السعودية وانطلاقة قناة الميادين

ولادة جديدة لاعلام الواقع وبوجوه تحدت زيف وكذب الاعلام المضلل لتطل عبر شاشة قناة الميادين، كيف استقبلت الصحافة الخليجية خبر انطلاقة الميادين، ولماذا تعرضت القناة لنيران كتاب الصحافة السعودية حتى قبل أن تبصر النور، وهل يكون خط المقاومة والثورة الذي تبناه القائمون على الميادين مصدر خوف اعلام الاعتدال والثورات المضادة؟

نشرت صحيفة الرياض الرسمية السعودية مقالا بعنوان الغزو الفضائي الايراني للكاتب السعودي محمد الرشيدي قال فيه:

الحراك السياسي على مستوى الفضائيات يجعل المتابع له يعيش اجواء حرب فضائية تقودها ايران، ركزت ايران مؤخرا اهتمامها بالفضائيات الموالية للنظام السوري وحزب الله والمعادية للسعودية ودول الخليج، ما حدث لمملكة البحرين مع عربسات جزء بسيط من مسلسل متكامل لقلب الحقائق على الفضائيات.

انطلاق قناة (الميادين) التي يقودها التونسي غسان بن جدو اعتبره جزء من الاستراتيجية الايرانية بهذا الخصوص، حتى ولو تشدق بن جدو بالقضية الفلسطينية كالمعتاد ليكسب الشعبية العربية الساذجة لقناته، لان تاريخ بن جدو وولاءاته معروفة جدا، ولا يمكن ان يحاول ان يقنعنا ان قناته ستدور بقيادة واشراف ودعم ايراني سوري وايضا حزب الله، فلو اطللنا على الاسماء المشاركة معه كنجوم بالقناة نجد زاهي وهبي الذي افتضحت ميوله نحو النظام السوري وتضحيته بالشعب السوري.

انا هنا لن اركز حديثي على بن جدو وقناته الايرانية وانما تطرقي لهذا الموضوع ناتج من المؤشرات المتعددة حولنا في الاستغلال لاحداث فتنة طائفية ظاهرها مختلف عن واقعها، ما يؤلب رجل الشارع العادي ويجعله منساقا بشكل لا ارادي لما تنفثه هذه القنوات من سموم خطيرة ومؤثرة على المدى البعيد، في ظل حالة الصمت الرهيبة التي نعيشها، وغير مقدرين لاخطار الفتن لهذه الفضائيات.

قناة العربية تحتاج بالفعل لتغيير استراتيجيتها في ظل تنامي الفضائيات المدعومة ايرانيا، الامر يجب الا يعد مجرد فضائيات صغيرة وتفتقر للصدقية الاعلامية، الامر اهم بكثير لكون سموم هذه الفضائيات قد يكون مؤثرا بدرجة قد لا تكون مباشرة في وقتها.

أما صحيفة الشرق الاوسط السعودية فأوردت تقريرا عن انطلاقة القناة استجمعت فيه كل طاقاتها لطعن مصداقية رسالة القناة والتأكيد على فشل مسبق لاعلام الميادين.

في واحدة من صور الاستمرار في التمدد الإعلامي لما كان يعرف بـ«محور الممانعة» الذي يمثله في المنطقة إيران وسوريا وحركات سياسية مسلحة مثل حزب الله، أعلن الإعلامي غسان بن جدو، المستقيل من قناة «الجزيرة» القطرية عن إطلاق قناة «الميادين» من خلال الاندماج مع قناة «الاتحاد» التي يرأسها نايف كريم المسؤول الإعلامي السابق في قناة «المنار» التابعة لحزب الله.

الإعلان عن إطلاق هذه القناة التي اختارت مقرا لها «بيروت» العاصمة اللبنانية، لم يكن مفاجئا، فقد تسربت أنباء التحضير لها منذ فترة، حتى إن اختيار بيروت كمقر رآه الكثير من المهتمين سياقا طبيعيا. فالنائب اللبناني نهاد المشنوق، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «بيروت منذ فترة طويلة وهي غرفة عمليات سياسية وإعلامية للمشروع الإيراني في المنطقة». وكان غسان بن جدو أظهر أخيرا في الأزمات التي تمر بها المنطقة، ميله الكامل لتصورات محور «الممانعة» السياسية، فهو يرى له أن «نظام بشار الأسد يتعرض لمؤامرة دولية» أنه «ضد توجه دول الخليج التي تشجع على تسليح المعارضة السورية، وأن هذا التوجه من دول الخليج يعلن حربا على هذه المنظومة ومحور كامل للمانعة والمقاومة» بحسب وصفه.

ويرى الكاتب الكويتي سامي النصف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «استخدام الإعلام من قبل محور الممانعة، هو في شق منه تأكيد على الإخفاق الذي يجده هذا المحور متمثلا في إيران وسوريا وحتى عراق صدام حسين، والنظام الناصري، وهو إعلام يهدف لتضليل الرأي العام عن الإخفاقات التنموية والبشرية على الأرض».

ويضيف «كشعوب عربية نتأثر كثيرا في قضية الخطاب المدغدغ للعواطف، خصوصا الخطابات التي تصف بعض الأفكار العقلانية لمحور (الاعتدال) في المنطقة بالخيانة والتهاون. لأننا لا نستوعب أن العمل السياسي الصحيح يقوم على الواقعية والوسطية والعقلانية، وهذا ما لا يرغب في تعزيزه الإعلام الذي يتبنى الأجندة والمشروع الإيراني والسوري في المنطقة».

قناة «الميادين» أعلنت عن استقطابها أفرادا ممن عملوا في قناة «الجزيرة» القطرية لفترات طويلة. وربما من أبرز الأسماء التي تم تداولها، سامي كليب كمدير للأخبار في القناة، وزوجته لونة الشبل التي كانت مقدمة برامج على قناة «الجزيرة»، وهي اليوم مستشارة إعلامية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إضافة للمذيع اللبناني زاهي وهبي.

وبالعودة للنائب اللبناني نهاد المشنوق، يرى أنه «لم يعد ممكنا حماية نظام الأسد بأي منطق إعلامي مهما بلغت حرفيته، فالمجازر وكم الدماء التي يسيّلها يوميا على جبين الشعب السوري، أصبحت أكبر من قدرة أي إعلامي أن يغطي على هذه السياسة».

وختم حديثه «لسوء الحظ لم ينفذ أي عمل عربي جدي لمواجهة هذا المشروع الإيراني لا إعلاميا ولا سياسيا ولا حتى أمنيا».

بوجود المال القطري والسعودي يتراجع اعلام المقاومة على قلته لحساب وفرة فضائيات التزييف والتضليل، خطأ يسجل على من يقدم ماله وشبابه قربانا للوطن تاركا المال الخليجي يعربد في فضاء الاعلام، لكن على ما يبدو أن قناة الميادين دفعت اعلام دول الاعتدال لتحسس رؤسها والمباشرة بتشويه صورة القناة خوفا من الحرفية والمصداقية العالية للعاملين فيها، وتبقى المتابعة الجدية لقناة الواقع كما هو” وليس كيل الاتهامات قبل ولادتها هو الحكم على أفق القناة وحريتها..

Exit mobile version