وصف غيورغي زوتوف موفد صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” إلى سورية في مقالة له التغطية الإعلامية للمذبحة في بلدة الحولة السورية التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص بينهم أطفال، بـ”التضخيم المتعمد” للأحداث التي تجري في سورية.
يقول زوتوف أنه ليس مستغربا أن نسمع عن قائد مجموعة مهووس أمر جنوده بإطلاق النار على مزارعين أبرياء. فهذا الأمر قابل للحدوث في جيوش تابعة لدول تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان، ولنا أن نتذكر الحادثة البشعة التي وقعت في عام 2005 في مدينة حديثة العراقية، عندما أقدم جنود أميركيون على قتل 24 مدنيا، من بينهم 7 أطفال. فهل تجرأ أحد ما في العالم وقتها على المطالبة بقصف واشنطن، لإيقاف نزيف الدم العراقي بعد تلك الحادثة؟ كلا بالطبع!
ويشكك الكاتب في أن تكون القيادة السورية هي من أصدر أوامر بذبح سكان مدينة الحولة، ذلك أن من يجلسون في السلطة في دمشق ليسوا من المعتوهين ولا من السذج. من خلال الأحاديث التي دارت بين موفد الصحيفة وبين مختلف السوريين، عبر كثيرون منهم عن قناعتهم، بأن ما حدث في الحولة عمل استفزازي، والفاعلون على الأغلب إما من الإسلاميين، أو من أفراد القوات الخاصة القطرية. لكن الغرب دائما ينظر إلى الأمور على هواه. فالقرار بالتدخل في سورية قد اتخذ مسبقا. وهذا ما سيراه العالم قريبا. وما سيحدث هو أن القنوات التلفزيونية العالمية ستعرض بشكل مكثف مشاهد دموية شبيهه بالمشاهد التي رأيناها في الحولة. والمجتمع الدولي حينئذ، وكما هو معتاد، سيتباكى على الضحايا، وستتعالى الأصوات القائلة إن هذا النظام الدكتاتوري لا يستحق الحياة. وسيصبح القضاء عليه واجبا أخلاقيا. ويوقل الكاتب إن التمعن في الجريمة التي وقعت في الحولة دون تحيز يمكن أن يقودنا إلى عدة فرضيات منها، أن يكون الفاعلون هم بالفعل من الإسلاميين، أو أن الحادث وقع بفعل تبادل إطلاق للنار مع الجيش السوري، أو حتى بسبب ثارات قبلية، مشيرا إلى ان القتلى كانوا ينتمون إلى عائلتين.
وفي الوقت نفسه في اليمن يقصف الطيران مدنا كما يقتل الجيش آلاف المتمردين. لكن هول الأحداث اليمنية لم يصب الغرب بالصدمة، ولم يدفعه إلى التحرك لوقف المجازر هناك. إن السبب يكمن في أن في اليمن حكومة موالية لأمريكا، أما الحكومة السورية فمناهضة لأمريكا. هذا هو الفارق الجوهري. وبدلا من إطلاق التصريحات النارية، كان من الأجدر بالغرب أن يطالب بإجراء تحقيق مستقل، بمشاركة خبراء دوليين، لكشف ملابسات كارثة الحولة. لكن، ما الداعي لهذا كله، إذا كانت هذه الكوارث تصب في مصلحة التدخل العسكري، خاصة وأن القرار بشأن ذلك متخذ سلفا.
سيريان تلغراف