“ذهبوا إلى الجبهة: كيف تدافع تركيا عن مصالحها في سوريا”، عنوان مقال تيمور أخميتوف، في “إزفستيا“، حول محاولات أنقرة مواجهة الولايات المتحدة في المنطقة.
وجاء في المقال: مع مرور كل يوم، يغدو أكثر صعوبة على الدبلوماسيين الأتراك تحديد من هو الحليف ومن هو العدو. فالصراع المستمر منذ سنوات عديدة في سوريا المجاورة أفسد علاقات أنقرة مع حليفتها العسكرية السياسية الرئيسية، الولايات المتحدة. تعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الحزب السوري الكردي (الاتحاد الديمقراطي)، فيما تعتبره تركيا جزءًا من شبكة إرهابية تهدد وحدة أراضي البلاد منذ أكثر من 30 عامًا.
مخاوف السلطات التركية، مبررة. ويتركز انتباه أنقرة الخاص على محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي استخدام الوضع لإضفاء الشرعية على النموذج السياسي للحكم الذاتي الفدرالي، الذي يعتزم الانفصاليون الأكراد تطبيقه أيضا في تركيا، حيث يعيش أكثر من 50٪ من جميع أكراد الشرق الأوسط.
في هذه الظروف المؤلمة لأنقرة، فإن الجيش الأمريكي يتمسك بعلاقته مع حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، على الرغم من الاحتجاجات التركية، ويدعم أيضًا مفاوضات الأكراد السوريين مع دمشق، بما في ذلك منح الحكم الذاتي للمناطق الشمالية من البلاد.
لهذه الأسباب، تواصل أنقرة الضغط على الإدارة الأمريكية بالتزامن مع المبادرات الدبلوماسية لحل مشكلة الأكراد السوريين بطريقة سلمية. تريد تركيا تعميم نموذج التعاون مع الولايات المتحدة، الخاص بسحب الفصائل المسلحة من منبج، في مدن أخرى على الضفة الشرقية لنهر الفرات. إلا أن وتيرة تنفيذ خريطة الطريق لا تناسب أنقرة بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة في المخاطرة بالعلاقات مع الأكراد. لذا، تأمل تركيا في تعزيز الجبهة الدبلوماسية بالتعاون مع روسيا.
تجدر ملاحظة أن الموقف الروسي من الأكراد السوريين يعتمد بشكل كبير على تصرفات الولايات المتحدة أكثر منه على النهج السياسي للحكومة التركية. رغبة روسيا في مشاركة الأكراد السوريين بالكامل في المفاوضات السورية، بما في ذلك في إطار الحوار حول حقوق الحكم الذاتي، تشير إلى الرغبة الأساسية للدبلوماسيين الروس في الحفاظ على موقف مستقل بشأن المشكلة السورية الكردية.
سيريان تلغراف