تحت العنوان أعلاه، كتبت ليوبوف شفيدوفا، في “سفوبودنايا بريسا”، حول انتشار إرهابيي داعش بالقرب من مدينة البوكمال الخاضعة للسيطرة الروسية.
وجاء في المقال: انتشرت حول العالم، من فترة قريبة، أخبار عن استخدام الفسفور الأبيض من قبل قوات التحالف التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة.
هناك العديد من اللحظات المهمة في هذه القصة، ولكن أحد أكثر اللحظات إثارة للاهتمام تتعلق بالمكان الذي وقع فيه هذا الهجوم. يقال إن ذلك حدث في هجين، المعروفة بتعرضها لهجمات الأكراد منذ فترة طويلة. زُج في المعركة هناك كل ما يمكن، ومع ذلك انتهى الأمر كله بالفشل. وعندما تبين أن هذه الهجمات التي لا نهاية لها بلا جدوى، قررت الولايات المتحدة دخول المعركة.
هنا، على ضفة الفرات الشرقية يسيطر تنظيم الدولة على شريط ضيق بطول عشرين كيلومترا، وهنا الأمريكيون، مع كل تحالفهم، لا يستطيعون شيئا على الإطلاق. وبات واضحا، الآن، من حيث المبدأ، لماذا يلجأ الأمريكيون إلى استخدام أساليب الحرب القذرة هذه – من فقدان الأمل، وربما العجز.
يصبح الوضع أكثر إثارة للاهتمام عندما نعلم أن هناك مواطنين روس، جنبا إلى جنب مع قوات إيرانية، على مقربة من مدينة البوكمال. هناك من يعتبرهم قوات نظامية، وهناك من يقول إنهم مرتزقة، لكن هذا ليس مهمًا. السؤال الأهم: هل للروس أو الإيرانيين علاقة بهذه القصة؟
في الإجابة عن هذا السؤال، يفترض الخبير الأسترالي ريتشارد فرانك أن الأكثر ملاءمة للولايات المتحدة وروسيا حل مشكلة الدولة الإسلامية في هذه المنطقة معا. فالإرهابيون يهددون مواقع كلا الجانبين. فليس فقط الأكراد، إنما والبوكمال تتعرض لهجمات من قبلهم. إلا أن التعاون، في الوقت الراهن، يعقّده وجود الإيرانيين في البوكمال. لا يستطيع الأمريكيون تحمل اتصالات مفتوحة معهم، وفي ظروف جنوب سوريا، سوف يُنظر إلى التعاون مع الروس كموافقة ضمنية على الوجود الإيراني. لكن من الواضح أن الجيش الروسي وصل إلى هنا لسبب ما. ربما كان هناك بين ضباط الروس والأمريكيين نوع من الاتفاق على حل التعقيدات المترتبة على هجوم مكثف على هجين. من الواضح أن الإرهابيين المنسحبين أو الهاربين بأعداد معينة سيحاولون عبور نهر الفرات إلى الجانب الآخر، حيث يسيطر الروس وقوات الأسد والإيرانيون على كامل المنطقة. بالطبع، ستقع مهمة إيقافهم على الروس وحلفائهم وليس على الأمريكيين.
سيريان تلغراف