“إذا لم تستسلم إدلب”، عنوان مقال سيرغي ستروكان، في “كوميرسانت“، حول تصعيد جديد محتمل في سوريا إذا لم تنفذ الخطة المتفق عليها بين موسكو وأنقرة في إدلب.
وجاء في المقال: أمس الاثنين، انتهت المهلة النهائية لتنفيذ الاتفاق حول المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية، والذي توصل إليه رئيسا روسيا وتركيا، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.
بعد أن رفضت جماعة جبهة النصرة مغادرة المنطقة، هددت دمشق بهجوم جديد، داعية روسيا إلى “اتخاذ قرار نهائي” بخصوص إدلب. تُظهِر موسكو ضبط النفس بوضوح، فلا تزال تراهن على التسوية السلمية.
تقييمات الوضع في المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، من جهة أنقرة ، تختلف جذريا عن موقف دمشق المتشدد. فوفقا للجانب التركي، يجري بنجاح تنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان بوتين وأردوغان.
وفي الصدد، قال البروفيسور في قسم التاريخ والعلوم السياسية والحقوق بجامعة موسكو الحكومية للعلوم الإنسانية، غريغوري كوساتش، لـ”كوميرسانت”: “لم يصل اتفاق إدلب الروسي- التركي بعد إلى أهم أهدافه. فالجماعات المسلحة المتمركزة في هذه المنطقة، سواء كانت جهادية أم معتدلة، ليست على استعداد لتنفيذ أحكام هذه الاتفاقية”. فإطلاق النار المستمر في هذه المنطقة يدحض تأكيدات تركيا بإخراج مقاتلي هيئة تحرير الشام منها.
في المقابل، تثبت تصريحات المعارضة المعتدلة حول تشكيل متسارع في إدلب لوحدات جديدة من الجيش السوري الحر أن هذا الجزء من المعارضة السورية لا يزال يتمتع بالدعم السعودي، المعنوي والمادي. أما بالنسبة إلى قطر، فهي لا تنوي تقليص مساعدتها للمعارضة الراديكالية، على الرغم من اتفاق 17 سبتمبر الروسي- التركي.
أخيراً، تلعب تركيا لعبة تفتيت هيئة تحرير الشام الراديكالية وإخراج المعتدلين الذين تسيطر عليهم أنقرة منها.
وأضاف كوساتش: “كل هذا يعني أن الأطراف الضامنة للاتفاق على إدلب بعيدة عن الاتفاق على قضية هذه المنطقة. ففي حين أن روسيا قريبة من موقف دمشق، فإن تركيا تسعى إلى احتكار السيطرة على المعارضة، والقضاء على أي تأثير خارجي آخر عليها، وبشكل خاص، حرمان الرياض من فرصة اللعب على الساحة السورية .. وفي هذه الحالة، لا يمكن استبعاد جولة توتر جديدة روسية-تركية، نتيجة تطورات الوضع في إدلب”.
سيريان تلغراف