وجهت ايران الاحد تحذيرا لدول الخليج العربية وحثتها على عدم التعويض عن صادراتها النفطية في حال تعرضها لعقوبات غربية جديدة تستهدف صادراتها النفطية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال ممثل ايران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) محمد علي خطيبي “في حال اعطت الدول النفطية في الخليج الفارسي الضوء الاخضر للتعويض عن النفط الايراني (في حال فرض عقوبات) وتعاونت مع الدول المغامرة (الغربية) ستكون مسؤولة عن حوادث ستحصل وبادرتها لن تكون ودية”.
واعلن مسؤولون غربيون في الاسابيع الماضية ان الدول النفطية في الخليج، خصوصا السعودية، ستعوض عن النفط الايراني في حال فرض عقوبات لاقناع الدول الاسيوية وخصوصا اليابان وكوريا الجنوبية بتأييد العقوبات الغربية على الصادرات النفطية الايرانية.
واضاف المسؤول الايراني الذي تتهم بلاده بالسعي لحيازة سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني رغم نفي طهران المتكرر،”اذا اكدت دول الخليج بوضوح نيتها بعدم التعويض عن انتاج ايران النفطي في حال فرض عقوبات (على طهران) لن تتخذ الدول المغامرة” مثل هذه القرارات.
ونقلت صحيفة الوطن السعودية الاحد عن وزير النفط السعودي علي النعيمي في المقابل ان بلاده “قادرة على انتاج 12,5 مليون برميل في اليوم” وان تلبي احتياجات السوق العالمية وكل زيادة في الطلب من قبل الدول المستهلكة.
وتنتج السعودية حاليا حوالى 10 ملايين برميل نفط في اليوم.
ويتوقع ان يتوصل الاتحاد الاوروبي في 23 كانون الثاني/يناير الى اتفاق حول سبل فرض حظر على النفط الايراني على ان يبدأ التطبيق خلال ستة اشهر.
وتنتج طهران، ثاني منتج للنفط في اوبك، 3,5 ملايين برميل نفط في اليوم وتحصل على 80% من عملاتها الصعبة من صادراتها النفطية.
وتبيع طهران حوالى 450 الف برميل نفط يوميا (18% من صادراتها) لدول الاتحاد الاوروبي اساسا لايطاليا (180 الف برميل يوميا) واسبانيا (160 الفا) واليونان (100 الف) وهي ثلاث دول تواجه اوضاعا اقتصادية صعبة بسبب ازمة الديون.
وبدا ابرز زبائن النفط الايراني الاسيويين مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند وتركيا، مترددين او رافضين لحظر نفطي على ايران وكذلك روسيا.
وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست “نحن لسنا قلقين ازاء العقوبات الاميركية، لدينا ما يكفي من الزبائن لنفطنا”.
واضاف ان “هدف الولايات المتحدة هو اضعاف منافسيها الاقتصاديين المستقبليين وهم اليابان والصين والهند” عبر زعزعة استقرار السوق النفطية العالمية.
وازاء هذه التهديدات راوحت طهران في الاسابيع الاخيرة بين التشدد واللين واعدة بالرد عليه بغلق مضيق هرمز الذي يعبره 35 بالمئة من تجارة النفط البحرية العالمية، قبل ان تتراجع عن تهديداتها.
واعلن مهمنبارست الاحد بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان الولايات المتحدة وجهت رسالة الى ايران بشان مضيق هرمز.
وقال مهمنبارست ان “سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس سلمت محمد خزاعي ممثل ايران في الامم المتحدة رسالة، ونقلت سفيرة سويسرا في طهران الرسالة واخيرا نقل الرئيس العراقي جلال طالباني مضمونها الى المسؤولين في الجمهورية الاسلامية”، من دون الكشف عنها.
وتمثل سويسرا المصالح الاميركية في ايران منذ قطع العلاقات بين البلدين في 1980.
واضاف مهمنبارست “نقوم بدرس الرسالة واذا لزم الامر سنعطي ردا عليها”.
والجمعة افادت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية ان الولايات المتحدة استخدمت قناة سرية لتحذير المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي من اغلاق مضيق هرمز المعبر الاستراتيجي للنفط العالمي.
وفي السياق ذاته اكد مهنبارست ان “مضيق هرمز ممر استراتيجي للتزود بالطاقة يحتاجه العالم ومن نافلة القول ان ضمان امنه يشكل اولوية للسياسة الخارجية لايران”.
في الاثناء اعرب الوزير الاسرائيلي المكلف الشؤون الاستراتيجية موشي يعالون الاحد عن “خيبة امله لتردد” الادارة الاميركية ازاء تشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.
وافادت الاذاعات الاسرائيلية ان الولايات المتحدة واسرائيل قررتا ارجاء مناورات عسكرية مشتركة هامة مقررة الربيع المقبل الى الفصل الاخير من 2012 لدواع تتعلق بالميزانية.
ويأتي هذا الارجاء الذي لم يتم تاكيده رسميا حتى الان، في الوقت الذي يبدو فيه ان هناك خلافا بين واشنطن وتل ابيب حول الملف الايراني.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الجمعة ان واشنطن قلقة من ان اسرائيل تستعد، رغم الاعتراضات، لعمل عسكري ضد ايران ووضعت خطة طارئة للحفاظ على مؤسساتها في المنطقة.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد ان الدول الغربية لا تعتزم التدخل عسكريا في ايران.