“تحذير إيراني ثان”، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت“، حول الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران إلى منطقة عمليات الولايات المتحدة في سوريا.
وجاء في المقال: في وقت مبكر من يوم الاثنين، وجهت إيران للمرة الثانية خلال الحرب السورية ضربة صاروخية إلى أراضي هذا البلد. المواقع التي استُهدفت تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث، بحسب طهران، تخفّى المسلحون الذين نظموا الهجوم الإرهابي في مدينة الأهواز الإيرانية. ووصفت السلطات الإيرانية الهجوم بـ “رسالة للإرهابيين ورعاتهم”.
ولكن، لا المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب سير العمليات العسكرية في البلاد، وعادة ما ينقل تقارير عن القتلى والجرحى، ولا الائتلاف الذي نشر قبل أسبوعين على الفور معلومات حول من ومتى أسقط طائرة التجسس الروسية في سماء سورية، لم يقدما أي معلومات حول حصيلة الهجوم الإيراني. التحالف اعترف فقط بالواقعة.
وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف، لـ”كوميرسانت”: “من المستحيل تقدير فعالية الضربة الإيرانية. وبشكل عام، من الصعب تخيل أن الإيرانيين يعرفون بالضبط موقع الإرهابيين. فلو كانت هذه المعلومات متوفرة، لقامت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الغربي، اللذان يقومان بعملية في المنطقة، بضربهما من زمان”.
برأي سيمونوف، فإن الهدف الحقيقي للهجوم الإيراني، على الأرجح، هو استعراض إيران لقدراتها أمام الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين. فمن كرمنشاه إلى الحدود الشرقية لإسرائيل، حوالي ألف كيلومتر، وهكذا هي المسافة إلى الرياض تقريبا، أما الحدود السعودية فأقرب، حوالي 600 كم.
فيما لاحظت الباحثة في المدرسة العليا للاقتصاد، يوليا سفيشنيكوفا، أن الهجوم نفذ على خلفية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث الموضوع الإيراني كان أحد المواضيع الرئيسة، فقالت: “هناك تقديرات كثيرة مختلفة بين الإيرانيين أنفسهم لمن يقف وراء الهجوم الإرهابي. وهناك من يعتقد بأن الهجمات نظمتها السلطات نفسها لإظهار كيف تعاني إيران من الإرهابيين، في حين تتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها طهران برعاية الإرهاب”.
سيريان تلغراف