تمر اليوم الذكرى 48 لرحيل جمال عبد الناصر، الزعيم الذي حظي بجنازة فريدة شارك فيها الملايين وتعدت حدودها مصر، ما يجعل بالإمكان وصفها بأنها جنازة العصر بالنسبة للمنطقة العربية.
خرج الملايين من الرجال والنساء والأطفال في شوارع القاهرة في 1 أكتوبر 1970 لتوديع جمال عبد الناصر إلى مثواه الأخير، إضافة إلى مشاركة معظم الرؤساء والزعماء العرب، وكان الحدث مهيبا وفريدا بكل المقاييس.
وتقدر الحشود الباكية التي خرجت تهتف لعبد الناصر وتودعه لآخر مرة ما بين خمسة ملايين إلى سبعة ملايين شخص، عدا الحشود الأخرى التي ودعت عبد الناصر في أكثر من بلد عربي.
وتسجل التقارير في هذا السياق مقتل أكثر من 10 أشخاص في العاصمة اللبنانية بيروت في هذه المناسبة، وخروج عشرات الآلاف مودعين الزعيم الراحل في القدس الشرقية، وكانت وفاة هذا الرئيس الذي لا يزال حتى الآن يحظى بشعبية واسعة، بمثابة صدمة كبرى حينها، حتى قيل إن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي حضر جنازته أغمي عليه مرتين حزنا وكمدا.
القاهرة شهدت لاحقا في 10 أكتوبر من عام 1981 جنازة رئيس وزعيم آخر هو محمد أنور السادات، إلا أنها لم تكن بمقاييس جنازة عبد الناصر.
العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، حظي بجنازة مهيبة واستثنائية في تاريخ بلاده، حيث شارك حشد كبير في توديعه إلى مثواه الأخير في 27 مارس عام 1975.
جنازة العاهل الأردني الملك حسين بن طلال في 7 فبراير 1999، كانت هي الأخرى مهيبة وحاشدة حتى أن البعض وصفها بـ”جنازة العصر”.
كما شيع العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني في جنازة رسمية وشعبية كبيرة في يوليو عام 1999، ووصفت مراسم وداعه بـ”جنازة القرن”.
وفي تونس، شيع حشد كبير الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في أبريل عام 2000 إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه المنستير، في جنازة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ هذا البلد.
الجنازة الأخرى الجديرة بالذكر، تلك التي أقيمت في يونيو 2000 للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ويذكر أن الملايين شاركت في تشييعه ووداعه.
الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات، هو الآخر كانت الحشود الغفيرة في وداعه في نوفمبر 2004، وعدت جنازته التي أقيمت في مصر بأنها كانت ضخمة ومهيبة.
وبين الزعماء العرب الذين ودعوا في مواكب مهيبة وبقيت ذكراهم خالدة ولم تنتقص مكانتهم، نذكر جنازة مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 4 نوفمبر 2004.
في الجانب الآخر، لم يقدّر للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي أن يحتشد مواطنوه لوداعه، وأن يدفن بطريقة طبيعية بعد مراسم مهيبة، خاصة وأنه بقي على سدة الحكم 42 عاما، إذ دفن بعد مقتله ليلا بحضور بضعة أشخاص، ووري جثمانه الثرى في قبر مجهول.
الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح هو الآخر لم يحظ بوداع يليق بزعيم مثله بعد مقتله، ووري الثرى غريبا، ولعله لم يجد من يبكي أمام قبره مثلما حصل مع الرئيس العراقي صدام حسين، الذي يقال إن رفاته اختفت بطريقة غامضة بعد دفنه في مسقط رأسه تكريت.
سيريان تلغراف