اعتبرت وسائل إعلام صهيونية أن العملية العسكرية، التي نفذها سلاح الجو الصهيوني مؤخرا في سوريا باءت بالفشل نظرا لأنها أدت إلى أزمة دبلوماسية مع دولة عظمى.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت“، أليكس فيشمان، إن أي عملية عسكرية، مهما كانت محكمة، لا يمكن اعتبارها نجاحا إذا انتهت بأزمة دبلوماسية مع دولة عظمى، وأنه حتى لو تم تحقيق الأهداف العسكرية فإن ذلك سيكون فشلا، لأن إسرائيل ستدفع ثمن خسارة الروس طائرة استطلاعت إلكتروني على متنها 15 ضابطا من الخبراء.
وأوضح فيشمان، أن النتائج والتبعات الفورية لإسقاط الطائرة الروسية قبالة السواحل السورية، تجلت في إعلان اليونان أن الروس أوضحوا لهم أنهم ينوون تنفيذ مناورات جوية مفاجئة تستمر ستة أيام، في الأجواء الواقعة بين نيقوسيا والمنطقة التي انتشلت منها أجزاء الطائرة الروسية قبالة اللاذقية، ما يعني أن كل أجواء هذه المنطقة الشاسعة ستكون مغلقة أمام كل الرحلات الجوية، الأمر الذي يقيد النشاط الجوي الإسرائيلي في هذه المنطقة.
كما لفت الخبير فيشمان إلى حالة الإرباك التي أصابت القيادة الإسرائيلية، بدءا من مكتب رئيس أركان الجيش غادي آيزنكوت، ومكتب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ووزارة الخارجية وحتى مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. كما من المنتظر أن يتوجه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، إلى موسكو، لتقديم تبريرات.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد رفض بيان وزارة الدفاع الروسية، التي اتهمت إسرائيل باستخدام انتهازي لمسار طائرة الاستطلاع الروسية لتنفيذ الهجوم على سوريا.
وحسب فيشمان، فإنه “لا يوجد قائد سلاح جو على استعداد للمصادقة على خطة عملياتية تعرض للخطر مصلحة روسية واضحة أو حياة جنود روس”.
ويضيف أن الروس يدركون أن إسرائيل تتابع حركة الطائرات في المنطقة، وخاصة طائرات التجسس. ولذلك، فإن إسرائيل، بحسب الروس، التي أبلغتهم قبل بدء الهجوم بدقيقة واحدة فقط، كانت تعلم بالضبط أين توجد الطائرة الروسية، وتعرف أنها دخلت إلى منطقة خطرة، وأن دقيقة واحدة فقط هي فترة زمنية قصيرة جدا لا تكفي لتحويل مسار الطائرة، ما يعني أن إسرائيل، بالنسبة للروس، لم تبذل الجهد المطلوب بناء على التفاهمات لتجنيب الطائرة الروسية الخطر.
وبالنتيجة، فإن الروس أدركوا أنهم يستطيعون تحقيق إنجازات سياسية من هذه الحادثة، ولذلك لم يستنفروا، ولم يسارعوا لكيل الاتهامات فورا، بل انتظروا 12 ساعة درسوا وحللوا فيها ما حصل، وعندها جاء البيان الحاد الذي خلق أجواء أزمة سياسية – عسكرية بين إسرائيل وروسيا، وصلت أوجها في المحادثة التي أجراها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، حمّل فيها إسرائيل المسؤولية عن سقوط الطائرة.
هذا وكانت الدفاعات الجوية السورية أسقطت الثلاثاء الماضي، طائرة استطلاع روسية من نوع “إيل 20” بالخطأ، لدى تصديها لأربع مقاتلات إسرائيلية “إف-16” تسترت وراء الطائرة الروسية في تنفيذ غارتها على مواقع سورية في اللاذقية.
سيريان تلغراف