تحت هذا العنوان كتب المعلق العسكري فكتور ليتوفكين في صحيفة إيزفستيا مقالا حول مدى خطورة الأوضاع في سوريا، بعد إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية “إل-20” قبالة السواحل السورية.
جاء في المقال: لقد أشار الرئيس بوتين إلى أن احتمال وقوع حادث مأساوي مثل هذا يزيد من رغبة كل طرف في تحقيق مصالحه الأنانية. إن ما حدث يشير إلى أن روسيا وسوريا فقط ترغبان في إحلال السلام هناك.
لكل لاعب في المنطقة أهدافه الخاصة
فمثلا تسببت عمليات إسرائيل في إسقاط طائرتنا ومقتل جمع أفراد طاقمها. وهي تلعب دورا ضد سوريا وإيران التي لديها قوات على الأرض السورية. وقد اتهمت إسرائيل البلدين في الحادث المأساوي. وإسرائيل عندما تهاجم سوريا تستهدف المواقع الإيرانية، لأنها تعتقد أن إيران تخزن الأسلحة هناك لنقلها لاحقا إلى حزب الله اللبناني.
يشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تكون حاضرة في سوريا وقيادة العمليات الموجهة ضد الرئيس السوري، وفي نفس الوقت تعزيز وجودها في الشرق الأوسط والتعويض عن خطأ دعمها لداعش. ويضيف الكاتب، وهناك أيضا المملكة العربية السعودية والأردن، اللتان لديهما أيضا مصالحهما في سوريا.
كل هذا يسبب معارك دموية وتدمير مدن سورية بأكملها، لا يمكن بسببها إحلال السلام والاستقرار في سوريا. كما أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقوم بعمليات استفزازية بتنفيذ هجمات على المواقع السورية، ما يمنع استقرار البلد.
كما أن الولايات المتحدة تملي إرادتها على أوروبا لاستقبال ملايين اللاجئين السوريين. أي أن أوروبا أصبحت تحت الوصاية الأمريكية، لذلك تفشل في إنشاء جيش خاص بها، واضطرت لفرض عقوبات على روسيا تحت ضغط واشنطن، ما تسبب في تكبدها خسائر اقتصادية كبيرة.
ويؤكد الكاتب، أن من مصلحة جميع اللاعبين على الأرض السورية باستثناء روسيا وسوريا، استمرار الحرب ، لأنها ليس فقط تمنع عمليات إعادة البناء وإحلال السلام والاستقرار، بل وتثير مشكلة اللاجئين. ففي تركيا مثلا 3.5 مليون لاجئ سوري. وفي إدلب يعيش 3 ملايين نسمة يمكنهم مغادرة المحافظة أيضا.
هذا التشابك في التناقضات يسبب مثل هذه الحوادث المأساوية. كان يجب أن تجبر هذه الحوادث اللاعبين على التفكير بأن الأوضاع ساءت جدا، ولكن مع الأسف هذا لا يهمهم. بل على العكس من مصلحة العديد منهم، تكبدت روسيا خسائر كبيرة لكي لا تتمكن من تحمل الأعباء المالية هناك. إن هدفهم العام هو خروج روسيا ليس فقط من سوريا، بل ومن شرق البحر الأبيض المتوسط.
سيريان تلغراف