علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على تحطم الطائرة الروسية “إيل – 20” قبالة الساحل السوري بسبب سلوك المقاتلات الإسرائيلية، معترفة بأن المسؤولية جزئيا تقع على عاتق تل أبيب.
ورأى أحد كتاب صحيفة “هآرتس” في هذا السياق أن الحادث “قد يكون افتعل جزئيا (عمدا) بتأخر الإبلاغ عنه من قبل إسرائيل”، إضافة إلى عوامل أخرى، بينها وفق الكاتب، احتمال عدم تنسيق العمل بين روسيا وسوريا.
ويخلص المقال إلى أن من المرجح أن إسرائيل على كل حال، ستكون مضطرة في المستقبل القريب للحد من نشاطها العسكري في سوريا وأن “نتحمل المسؤولية علنا عما حصل”.
صحيفة “جيروزاليم بوست” بدورها، أشارت إلى أن لهجة موسكو في السابق نحو تل أبيب عقب الحوادث التي شارك فيها الطيران الإسرائيلي، لم تكن قاسية.
وفي الوقت ذاته تقر الصحيفة بأن الرواية التي تقول إن القوات الجوية الإسرائيلية قد تكون قد لجأت عن قصد إلى “خدعة” عسكرية لتضليل قوات الدفاع الجوي السورية، لا تخلو من حقيقة، وذلك لأن إخطار الجانب الروسي بواسطة “الخط الساخن” عن الهجوم جاء قبل أقل من دقيقة من الضربة، ولم يسمح بإبعاد “إيل–20” في الوقت المناسب إلى منطقة آمنة.
وتصل الصحيفة الإسرائيلية إلى نتيجة مفادها أن هذه المأساة تثير مشاكل لإسرائيل، وذلك لأنه ظهر تهديد بأن “التوازن الهش يمكن أن يتغير”، لافتة إلى أن روسيا أوضحت بأن الحادث لم يكن خطأ، بل هو نتيجة مباشرة للهجمات الجوية الإسرائيلية على سوريا.
بالمقابل، رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على خلاف ما سبق، أن رواية الاستفزاز الإسرائيلي المتعمد لا أساس لها من الصحة، وتتهم قوات الحكومة السورية فيما حصل.
ولا يتثير مخاوف هذه الصحيفة إلا الشائعات بشأن تزويد محتمل للجيش السوري بأنظمة الدفاع الجوي “إس–300″، الأمر الذي يمكن أن يعقد نشاطات سلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة.
وكانت طائرة الاستطلاع الروية “إيل–20” قد أسقطت ليل أمس الأول قرب سواحل سوريا بالتزامن مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية “إف–16” على أهداف سورية في اللاذقية (حيث تقع قاعدة حميميم الروسية).
ووفق وزارة الدفاع الروسية، تسترت المقاتلات الإسرائيلية بطائرة الاستطلاع الروسية، وجعلت منها هدفا لوسائط الدفاع الجوي السورية، ونتيجة لذلك أسقطت الطائرة وقتل طاقمها المكون من 15 عسكريا.
وقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما حصل بأنه “سلسلة من الظروف العرضية المأساوية”.
سيريان تلغراف