“أممية الأسد الشيعية. من يحارب في سوريا؟”، عنوان مقال إيليا بولونسكي، في “فوينيه أوبزرينيه“، حول استقدام مقاتلين شيعة من مختلف البلاد للقتال إلى جانب الأسد في سوريا.
وجاء في المقال: تلعب إيران، في الحرب الأهلية في سوريا، منذ البداية دوراً هاماً للغاية. فقد اتخذت قيادة الجمهورية الإسلامية على الفور إجراءات لتوفير المساعدة العسكرية لحكومة بشار الأسد. جاء إلى سوريا الحرس الثوري الإسلامي، وخبراء عسكريون ومدربون. وبالإضافة إلى الجنود الإيرانيين في سوريا، هناك أيضًا… العديد من التشكيلات الشيعية شبه العسكرية، التي يعمل فيها متطوعون، وتقوم بدور نشط في القتال…
أكبر وأبرز المشاركين في الحرب السورية من بين المنظمات الشيعية، حزب الله اللبناني. في سوريا، أصبح حزب الله واحداً من أقوى المشاركين في الحرب، لأنه يمتلك جماعات مسلحة جيدة التدريب. ولكن، بعد التحول في الحرب والهزيمة الفعلية للإرهابيين في معظم سوريا، ظهرت تناقضات واضحة بين حزب الله وغيره من مؤيدي الرئيس الأسد. لا مصلحة للحكومة السورية في تبني حزب الله على الأراضي السورية وسيطرته على المناطق الحدودية، بما في ذلك التجارة السورية اللبنانية.
لا مصلحة لموسكو أيضا ببقاء حزب الله في سوريا. فبلدنا (روسيا)، بعد أن لعب دورا رئيسيا في القضاء على الإرهابيين، له كل الحق في الإصرار على مراعاة مصالحه. تحافظ روسيا على علاقات جيدة ليس فقط مع سوريا وإيران، إنما ومع إسرائيل. لكن رحيل حزب الله عن سوريا يتناقض مع مصالح إيران، وهي لاعب مؤثر آخر، اجتذب الشيعة اللبنانيين للمشاركة في القتال، وسلّحهم ودربهم.
لكن حزب الله اللبناني ليس التشكيل العسكري والسياسي الشيعي الوحيد الذي يقاتل في أراضي سوريا. فبعد اندلاع الحرب، بدعم مباشر من إيران، تم إنشاء ألوية متطوعين، دعي إليها الشباب الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان.
إن عدد “الأمميين الشيعة” الذين يقاتلون إلى جانب دمشق يفوق عدد الأجانب القادمين إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة. إلا أن هناك سؤالا بات يُطرح الآن حول مصير جميع التشكيلات الشيعية بعد التوقف التدريجي للأعمال الحربية. إذا كان حزب الله اللبناني والعراقيون سيرجعون إلى بلدهم، فمن الذي سيسحب التشكيلات الأفغانية والباكستانية؟
سيريان تلغراف