أفادت صحيفة “غارديان” البريطانية بأن عشرات المقاتلين الأكراد الذين سبق أن شاركوا في العمليات ضد “داعش” بدعم من واشنطن انضموا إلى صفوف الجيش السوري لمحاربة المسلحين في محافظة إدلب.
وأكدت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم أن مجموعة صغيرة من المقاتلين الأكراد انضمت إلى القوات الحكومية وحلفائها الإيرانيين جنوبي مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة المسلحين، ويعتقد أن هؤلاء من عناصر تحالف “قوات سوريا الديمقراطية” المدعوم أمريكيا.
ونقلت الصحيفة عن آلدار خليل، الرئيس المشترك لـ”حركة المجتمع الديمقراطي” المنتمية إلى حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، قوله إن استعادة مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، والتي طردت القوات التركية والفصائل السورية المدعومة من أنقرة المقاتلين الأكراد منها في وقت سابق من العام الجاري، لا تزال أولوية بالنسبة للأكراد.
وأعرب خليل عن استعداد الأكراد للتعاون مع الحكومة السورية من أجل تحقيق هذا الهدف.
ونفى خليل إرسال أي قوات كردية حتى اللحظة الراهنة من شمال شرق البلاد لمساعدة الجيش السوري في إدلب، مضيفا في الوقت نفسه أن الأكراد أظهروا جاهزيتهم للتفاوض مع الحكومة على تطهير جميع مناطق البلاد من “داعش” والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة الأخرى، لا سيما “تلك التي تحظى بدعم من تركيا”.
لكن قياديا كرديا آخر أكد للصحيفة أن مجموعة صغيرة من عناصر “قسد” قطعت طريقا طويلا وصعبا بغية الانضمام إلى القوات الحكومية السورية على أطراف محافظة إدلب، مشيرا إلى أن هذه الخطوة رمزية من جانب واستراتيجية من جانب آخر.
وأوضح: “هذا يعني أننا في حاجة إلى النظام. شراكتنا تتطور لكننا نحتاج إلى رطلنا من اللحم”.
وأشار التقرير إلى أن امتناع الولايات المتحدة عن دعم الأكراد في وجه الحملة التركية أسفر عن بروز خلافات بين الحليفين، حيث أكد أربعة مسؤولين أكراد للصحيفة أن هذا الموقف الأمريكي أدى إلى وقف معظم العمليات المشتركة ضد “داعش” في الأشهر الأخيرة، قائلين: “لم تعد هناك الثقة، ولا يجب عليهم (الأمريكان) الاستغراب إذا قررنا حماية مصالحنا بأنفسنا”.
من جانبه، أعلن مسؤول استخباراتي إقليمي رفيع المستوى للصحيفة أن القيادة العسكرية الأمريكية أبلغت الأكراد عدم قبولها بمشاركة عناصر “قسد” في معركة إدلب إلى جانب الجيش السوري، مطالبة هؤلاء الذين قرروا الانضمام إلى القوات الحكومية بالتخلص أولا من زيهم وأعلامهم كي يبدوا عناصر ضمن القوات النظامية.
سيريان تلغراف