Site icon سيريان تلغراف

إكسبرت أونلاين: امتحان إدلب الصعب.. الجميع يستعد للمعركة الكبرى

“امتحان إدلب”، عنوان مقال غيفورغ ميرزايان، في “إكسبرت أونلاين”، يحلل فيه الوضع حول إدلب وما يمكن أن تذهب إليه تركيا بوصفها راعية المسلحين هناك.

وجاء في المقال: في الـ 4 من سبتمبر، قام الطيران الروسي بسلسلة غارات جوية على إدلب…الآن الجميع ينتظر قرارا سياسيا. في الواقع، في دمشق وموسكو وطهران، تم اتخاذه بالفعل، لكنهم يحاولون تنفيذه بأقل المخاطر تحسبا لردود اللاعبين الآخرين على رقعة الشطرنج السورية. تعارض أنقرة وواشنطن شن العملية، مهددة بالرد.

لماذا أردوغان ضد؟ ليس سراً على أحد أن تركيا ترى مواقفها في إدلب كورقة للمساومة على الدستور السوري المستقبلي. بالإضافة إلى ذلك، فإن عودة محافظة إدلب إلى سيطرة دمشق بعملية عسكرية تهدد بفقدان أردوغان شعبيته، بل وتدفق مئات آلاف اللاجئين السوريين عبر الحدود. وينظر المحللون الأتراك إلى هذا بسلبية شديدة.

ربما، ستقنع تركيا حليفيها في الثلاثية بأنها ستتعامل مع الإرهابيين في إدلب. إلا أن محاولات أنقرة في هذا الاتجاه لم تؤد إلى نتيجة حتى الآن. فهجمات الطائرات من دون طيار على القاعدة الروسية في حميميم مستمرة وكذلك تنظيم استفزازات كيميائية من قبل مقاتلي إدلب.

لذلك، فمن المستبعد أن يتمكن أردوغان من إجبار موسكو ودمشق وطهران على التخلي عن العملية. إذا احتفظ أردوغان ببعض العلاقات البناءة مع الولايات المتحدة، فستكون مساحة المناورة أوسع. ومع ذلك، فليس لدى الرئيس التركي أي خيار، في الحالة الراهنة.

وفي حين أن أهداف تركيا في سوريا واضحة وبناءة وقابلة للتفاوض (منع تدفق اللاجئين، وحل القضية الكردية، وضمان قدرة أنقرة على التأثير على جارتها الجنوبية الشرقية)، فهناك القليل جداً مما هو بنّاء وتفاوضي في موقف الأمريكيين. تريد الولايات المتحدة إخراج إيران من سوريا، وهذا أمر مستحيل بكل بساطة. نعم، هناك مجال للمفاوضات، لكن واشنطن الحالية ممزقة للغاية بناقضات داخلية لا تترك مجالا للاتفاق البنّاء معها. لهذا السبب تتخذ الولايات المتحدة موقفاً مدمراً، أي الرهان على استمرار الحرب الأهلية السورية أكثر ما يمكن، وبالتالي إفشال العملية السورية في إدلب.

هل ستتجاهل دمشق وطهران وموسكو موقف واشنطن؟ على الأرجح، نعم. وليس لأن ترامب، كالعادة، يلعب البوكر، أي أنه يرفع الرهان ويخادع، إنما لأن التنازل في هذه المسألة يمكن أن يؤدي إلى ثقة الولايات المتحدة بفاعلية ابتزازها ومضيها نحو مزيد منه.

سيريان تلغراف

Exit mobile version