تحت العنوان أعلاه، نشرت “فزغلياد” لقاء أجراه نيكيتا كوفالينكو مع أستاذة العلوم التاريخية نتاليا ناروتشنيتسكايا، حول حديث ماكرون عن حلم بوتين، وما يرمي إليه.
وجاء في المقال: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء زيارته للسويد، أخاف الجمهور المحلي- فقد تحدث عما قال إنه “حلم بوتين”. الزعيم الروسي، وفقا لماكرون، ينام ويرى كيف “يتفكك الاتحاد الأوروبي”.
وفي الصدد، التقت “فزغلياد” دكتورة العلوم التاريخية، رئيسة صندوق “دراسة المنظور التاريخي”، ناتاليا ناروتشنيتسكايا. فقالت في الإجابة عن سؤال: يتظاهر ماكرون بمعرفة “أحلام بوتين”. فبماذا، إذن، يحلم الزعيم الفرنسي نفسه؟
بالكاد يمكن القول إن ماكرون طرح شيئا خطيرا. هذا ليس سوى تصريحا للعامة، وهو دليل على الرغبة في الوقوف على قدم المساواة مع ميركل، التي تعد الرئيس التنفيذي للاتحاد الأوروبي بسبب قوة الاقتصاد الألماني.
مقارنة مع الرئيس السابق لفرنسا، ماكرون أكثر حضورا، ويحب اللعب على هذه الصورة. كما يريد أن يكون وسيطًا بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا. إلا أن العلاقة بين ماكرون وترامب لم تنجح. فزيارة ماكرون الأخيرة إلى الولايات المتحدة أظهرت أن ترامب- رغم كل المودة التي أظهرها – ظل يعامل الفرنسي كابن أخ صغير.
زد على ذلك، فإن طريقة تعامل ترامب مع ماكرون، على الرغم من كل عناقاته، دفعت الأخير إلى إقامة علاقات مع بوتين بحثا عن توازن. لأنه يفهم أن هذا يزيد من أسهمه داخل الاتحاد الأوروبي.
يحاول بوتين الآن إيجاد لغة مشتركة مع الاتحاد الأوروبي، لإقناع الغرب بالمساعدة في إعادة بناء سوريا حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم. هل هناك فرصة للاتفاق مع فرنسا؟
في سوريا السابقة المزدهرة، كانت النخبة الحاكمة ميالة للفرنسيين. تدمير هذه النخبة غير مربح لباريس. لكن هذه كلها قطع من الفسيفساء التي يحاول ماكرون تجميعها. إلا أن سياسته ككل لا تزال غير متناسقة.
الرهاب الروسي، في الولايات المتحدة، يشل كل شيء. لقد عانوا من إخفاق أكيد في سوريا، ولذلك فهم مسعورون. الاستمرار في التفاعل مع روسيا بالنسبة للكونغرس الحالي يعني فقدان ماء الوجه.
أما بالنسبة لماكرون، فلا شيء من هذا القبيل. ولذلك، يعد هذا أحد المجالات القليلة التي يمكن أن تسجل فيها فرنسا نقاطًا، ويمكن أن تكون على رأس قائمة البلدان المنخرطة في السياسة العالمية، وليس فقط المحلية الضيقة.
سيريان تلغراف