“لماذا باتت إدلب نقطة تصادم سياسة روسيا والولايات المتحدة”، عنوان لقاء “فزغلياد” مع رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع، رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة العالمية”، فيدور لوكيانوف.
وجاء في اللقاء الذي أجراه نيكيتا كوفالينكو: قد يتفاقم الوضع حول إدلب السورية إذا بقينا مكتوفي الأيدي. بهذا المعنى، أجاب دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، الخميس، عن علاقة المناورات المعلنة، بين القوات البحرية والفضائية الجوية في البحر الأبيض المتوسط، بالوضع في سوريا.
في مقابلة “فزغلياد” مع رئيس هيئة رئاسة مجلس السياسة الخارجية والدفاع، فيدور لوكيانوف، أوضح لماذا تحاول الولايات المتحدة بإصرار التأثير في المرحلة النهائية من الصراع الذي طال أمده. فقال في الإجابة عن سؤال: لماذا ترد الولايات المتحدة بحدة على خطط بشار الأسد لاستعادة إدلب؟ بالتالي:
حل مسألة إدلب، يعني نهاية المرحلة العسكرية الكبرى من الصراع السوري. يعتمد ميزان القوى المستقبلي في المسألة السورية على كيفية حل هذه القضية. من الواضح أن الولايات المتحدة لا يناسبها التدخل في هذا الوضع، ولكن من المهم بالنسبة لها أن تثبت أنها داخل اللعبة وأنها عامل رئيس في الصراع السوري. مسألة الهيبة مهمة بالنسبة لترامب. سوريا، قليلة الأهمية بالنسبة له. ما يهمه أمن إسرائيل.
هنا، عبرت موسكو بوضوح شديد عن استعدادها لحديث بنّاء. من الناحية المثالية، ترغب روسيا في تحقيق حياد الولايات المتحدة. بمعنى، نحن نتفهم مصالح إسرائيل، وببساطة يمكن لأمريكا أن تقول ما تريد، على أن لا تتدخل.
إذا تأملنا تصرفات روسيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، فيمكننا رفع القبعة أمام التصميم والتخطيط لكل هذه الأعمال. الأمر لا يقتصر على استخدام القوة العسكرية والعمل مع دمشق، التي في حد ذاتها شريك صعب للغاية، إنما ومواكبة دبلوماسية مضنية، وحل كتلة من القضايا الحساسة والزلقة مع تركيا وإسرائيل وإيران ودول الخليج العربية. هذا مثال عن نهج مثالي مركب لحل أكثر الأزمات الدولية تعقيدا.
إدلب هي الفصل الأخير من هذه المرحلة. وبعدها، سيكون الأمر صعباً أيضاً، ولكن السياق سيكون مختلفا. والمحاور الرئيس لروسيا هنا تركيا. في إدلب، هناك كثير من الفصائل التي كانت دائما تحت الرعاية التركية. لا يستطيع أردوغان شطب أولئك الذين كان يدعمهم. هذا أمر سيء من الناحية الأخلاقية والسياسية. ولكن ما العمل معهم؟ هؤلاء، بالدرجة الأولى، إسلاميون متطرفون مسلحون. لن تأخذهم تركيا. لذلك، الحديث الأهم يدور بين موسكو وأنقرة، وكذلك طهران. في السابع من سبتمبر، من المقرر إجراء محادثات رفيعة المستوى في هذا المثلث.
سيريان تلغراف