روت الشابة السورية حنين الجباعي، كيف فقدت عائلتها على أيدي مسلحي “داعش” الإرهابي في الهجوم الوحشي الذي تعرضت له مدينة السويداء وريفها الشرقي جنوبي سوريا في يوليو الماضي.
وفي حديث لوكالة “شينخوا” الصينية، سردت حنين ذات الـ17 ربيعا كيف انقلبت حياتها في 25 يوليو، بعد مقتل والدتها وشقيقتيها على أيدي مسلحي “داعش” الذين اجتاحوا قريتها الشّبكي شرقي السويداء.
وذكرت حنين، أنها شهدت بعينها مقتل أمها المريضة التي حاولت الدفاع عنها وشقيقتيها اللتين لم تبلغا عامهما الـ12، أثناء اقتحام الدواعش منزل الأسرة.
وقالت: “استيقظت على صوت إطلاق كثيف للنار والرصاص يخترق باب منزلنا الحديدي، ودخل مسلحون إلى المنزل وقتلوا أمي بجوار الباب. أرادوا أخذي معهم لكنني قاومت وطلبت من شقيقتاي القفز إلى خزان مياه منزلنا”.
وأوضحت حنين أنها لم تجد طريقة أخرى وشقيقتيها للفرار من مقاتلي التنظيم، إلا بالقفز إلى خزان الماء، وأضافت: “رميت بنفسي أمام شقيقتي لكنهما كانتا خائفتين بعدما شاهدتا الدواعش، وأمسك أحدهم بيدي فيما كنت أحاول الاختباء داخل الخزان، الذي كان ممتلئا حتى نصفه، لكنني تمكنت من الإفلات من قبضته، فأمسك بشقيقتي ومنعهما من القفز ورائي”.
وتابعت، أنه بعد أن قفزت إلى الخزان اعتقد الإرهابيون أنها غرقت، واقتادوا شقيقتيها إلى خارج المنزل وقتلوهما في وقت لاحق.
ولفتت إلى أنها بقيت في الخزان حتى توقفت أصوات إطلاق النار لتخرج بعد ذلك ويكون أول ما تراه عيناها جثة والدتها، وأضافت: “عندما صعدت من الخزان، أسرعت إلى المكان الذي كانت والدتي تحتفظ فيه بدوائها وابتلعت كمية كبيرة منه للانتحار، خوفا من عودة الإرهابيين مرة أخرى لأخذي”.
ولحسن الحظ، لم يتسبب الدواء بموت حنين لكنه أصابها بالإغماء، لتستيقظ بعد ذلك وهي على سرير المستشفى في السويداء بعد إسعاف ابن عمها وسكان آخرين من القرية لها.
حنين ختمت حديثها وعيناها غارقتان بالدمع، وأجهشت بالبكاء قائلة إنها تقبلت حقيقة رحيل والدتها وشقيقتيها بمرارة، وأنها تسعى لمواصلة دراستها لتحقق حلم عائلتها وتصبح طبيبة لتضمّد جروح المغدورين والمنكوبين في بلدها.
سيريان تلغراف