تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت“، حول طموح إيران بلعب دور استراتيجي في إعادة إعمار سوريا وتعويض ما أنفقته هناك، فهل يتحقق لها ذلك؟
وجاء في المقال: يُنتظر أن توقع إيران وسوريا، في الأيام القريبة القادمة، اتفاقية حول الشراكة الاستراتيجية. تطمح طهران إلى لعب دور رائد في استعادة الاقتصاد السوري. بل تسعى إلى حماية ما استثمرته في هذا البلد خلال سنوات الصراع العسكري.
مع اندلاع الصراع في سوريا، كانت إيران الراعي الوحيد للسلطات السورية. في الوقت نفسه، تتساءل وسائل الإعلام الإيرانية بصورة متزايدة عن جدوى ما تستثمره طهران في سوريا، خاصة على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في إيران نفسها. ففي العام 2018، بدأت تظهر، بين شعارات المحتجين في الشارع الإيراني، يافطات مثل “غادروا سوريا، واهتموا بنا”. الآن، السلطات تريد أن تثبت أن الاستثمارات الإيرانية لم تكن عبثا.
وفي الصدد، قال الاقتصادي السوري سمير سعيفان، لـ”كوميرسانت”، إن إيران تحاول تعزيز نفوذها في سوريا بأي ثمن. وإلى الآن، وجودها السياسي يفوق وجودها الاقتصادي. وطهران تريد تعويض ما أنفقته في هذا البلد. وركّز على أن سوريا ليس لديها ما تعرضه خارج عملية إعادة الإعمار التي ستحتاج إلى 400 مليار دولار، كما تقول الحسابات الرسمية السورية. ولكن، وفقا له، فإن الغرب لن يخصص أموالا لإعادة الإعمار طالما أن إيران موجودة هناك.
ومن جانبه، قال المحاضر في جامعة شهيد بهشتي بطهران، حامد رضا عزيزي: “عندما يصل الأمر إلى إعادة الإعمار في سوريا، فقد تبدأ الخلافات بين المشاركين في عملية أستانا. في إيران، يرون أن روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا بدأت، فعلياً، عملية جديدة مرتبطة بإعادة إعمار سوريا. وطهران تكثّف جهودها لكي لا تبقى على الهامش”.
في أواخر يوليو، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عقد قمة حول سوريا في السابع من سبتمبر في اسطنبول، مع قادة روسيا وفرنسا وألمانيا. في طهران، تلقوا هذا الخبر بحذر. فقال عزيزي: “إيران مستعدة لأي سيناريو، بما في ذلك أن يقوم أحد اللاعبين الآخرين، بمن فيهم روسيا، بإزاحتها جانبا”.
سيريان تلغراف