أكدت وزارة الدفاع الروسية أن نتائج تحليل طائرات مسيرة مفخخة استخدمها المسلحون لمهاجمة قاعدة حميميم الروسية بسوريا تدل على تورط أطراف تملك التكنولوجيا المتطورة في الاعتداءات.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي عقده في قاعدة حميميم بريف محافظة اللاذقية اليوم الخميس، إلى زيادة عدد محاولات المسلحين لمهاجمة حميميم باستخدام طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات خلال الشهر الماضي، حيث دمرت الدفاعات الجوية الموجودة في القاعدة 45 طائرة من هذا النوع في الفترة المذكورة.
وأضاف كوناشينكوف أن خبراء عسكريين روس خلصوا، بعد تحليلهم لتركيبة الطائرات المسيرة التي اعترضتها أو دمرتها الدفاعات الجوية عند اقترابها من حميميم، إلى أن تجميعها لا يمكن دون امتلاك المعرفة اللازمة والتكنولوجيا.
وشدد كوناشينكوف على أن تلك الطائرات المسيرة المحلية الصنع صممت باستخدام التكنولوجيا العسكرية المتطورة، إذ أنها مزودة بالأنظمة الحديثة للملاحة والإدارة وإلقاء المتفجرات، مشيرا إلى أن تجميعها يتم بناء على تعليمات فنية دقيقة وضعها متخصصون، واستخدامها يتم أيضا وفقا لتوجيهات مناسبة.
مواصفات فنية للطائرات المسيرة المفخخة
وعند عرضه للصحفيين إحدى تلك الطائرات وجسمها مصنوع من الخشب، قال كوناشينكوف: “يدل ذلك بوضوح على أن طرفا ما يملك تكنولوجيا تطوير أجهزة كهذه زود التنظيمات الإرهابية الدولية بها. ورغم الشكل البدائي للطائرات فإن جمعها تم بصورة مهنية استنادا إلى قواعد الديناميكا الهوائية وأنظمة التحكم الآلي وغيرها”.
وكشف كوناشينكوف عن بعض المواصفات الفنية لتلك الطائرات، قائلا إن المسافة بين طرفي جناحيها تبلغ 3.5 أمتارا، فيما يمكن أن يزيد مداها عن 100 كم، وتصعد إلى ارتفاع يصل إلى 3.5 آلاف متر.
وأكد كوناشينموف أن العبوات الناسفة التي تزود بها الطائرات مصنوعة من خليط معدني يدخل فيه الألومنيوم، ومحشوة بمختلف القطع المعدنية، وكل طائرة يمكن أن تحمل ما يصل إلى 10 عبوات ناسفة.
وأظهر تحليل مسار تحليق الطائرات أنها تتمتع بالقدرة على المناورة، إضافة إلى السطح العاكس الصغير الحجم، ما يصعب رصدها بواسطة الرادارات، بحسب المتحدث باسم الدفاع الروسية.
وشدد كوناشينكوف على أن جميع الطائرات المسيرة المقتربة من قاعدة حميميم تم إطلاقها من الأراضي الخاضعة لسيطرة المسلحين في محافظة إدلب.
وأضاف أن تزويد المسلحين بتكنولوجيا تصميم وتجميع طائرات مسيرة كهذه “جريمة من جانب هؤلاء الذين منحوا تلك التكنولوجيا للمسلحين، لأنها تشكل خطرا على المواقع العسكرية والمدنية على حد سواء، وليس على الأراضي السورية فقط”.
وختم كوناشينكوف بالقول إنه “لا شك في أن الأطراف التي قدمت هذه التكنولوجيا للمسلحين يمكن اعتبارها عقولا مدبرة للجريمة، وفقا للمصطلحات القانونية”.
سيريان تلغراف