تعد “زخة شهب البرشاويات” هذا العام، واحدة من أفضل الزخات على الإطلاق، حيث أتت في الظروف الأمثل لهذا الحدث الكوني، مع بداية القمر الجديد.
وتحدث هذه الظاهرة نتيجة مرور الأرض قرب حبيبات الغبار التي تخلفها جسيمات المذنبات، وقد بلغت ذروتها، في 11 أغسطس الجاري، حيث أمطرت السماء بنحو 70 نجما في الساعة، وتواصل هذا الحدث الفلكي إلى غاية الساعات الأولى من صباح، الاثنين 13 أغسطس.
وهناك مجموعة من الحقائق التي يجب معرفتها حول “زخة شهب البرشاويات” التي يشهدها العالم سنويا في سماء الأرض:
1- واحدة من أكثر الظواهر الفلكية ثباتا:
تنشأ “زخة شهب البرشاويات” سنويا بواسطة مذنب “Comet Swift-Tuttle” الموجود في مداره منذ آلاف السنين، وتستغرق دورته حول الشمس 133 عاما، وهذه هي السنة الأولى التي يمر بها المذنب بالنظام الشمسي الداخلي منذ عام 1991، وستكون المرة القادمة في عام 2126.
2- مجرد غبار كوني:
تعرف الظاهرة بأنها نتاج لجزيئات من الغبار والصخور، بعضها بحجم حبات الرمل، يخلفها المذنب عند اقترابه من الشمس. وهذا الحزام له مدار حول الشمس يتقاطع مع مدار الأرض كل عام، ونتيجة لهذا التقاطع تمر الأرض بالحزام، ما يسبب احتكاك الغلاف الجوي بسرعة عالية بالغبار، ويؤدي إلى ظهور ضوء ساطع وجذاب متمثل في زخات الشهب.
3- تحمل هذه الظاهرة اسم الكوكبة التي توجد فيها:
يطلق على الظاهرة اسم “شهب البرشاويات” نسبة إلى كوكبة برشاوس (أو كما تعرف باسم حامل رأس الغول)، وهي منطقة فضائية تحتوي على تفاصيل عديدة لمجرات وسدم وتجمعات نجمية ونجوم مزدوجة، وتظهر على هيئة صورة تجسد رجلا يحمل رأس الغول.
4- يمكن أن تدمر الأرض (ولكن ليس الآن):
بوجود نواة قطرها 26 كلم، يحتوي مذنب “Comet Swift-Tuttle” على ما يقارب من 30 ضعف الطاقة الحركية لضربة الكويكب التي قضت على الديناصورات. واستنادا إلى تفاعل قادم مع كوكب المشتري، فإن لديه فرصة واحدة من مليون للاصطدام بالأرض، ووفقا للفيزيائي الفلكي والكاتب، إيثان سيغل، فإن هذا لن يحدث حتى عام 4479.
5- ليس هناك حاجة للمعدات الفلكية لمشاهدة الحدث:
لا يحتاج سكان العالم إلى أية معدات خاصة لمشاهدة زخة شهب البرشاويات، حيث أنها واضحة للعيان في سماء الليل، وقد يكون سكان الريف الأكثر حظا لاستكشاف النجوم التي تمطر السماء بعيدا عن أضواء الشوارع التي تغطي المدن، كما أن القمر الجديد قد ساعد في تحسين ظروف الرؤية بجعل السماء أكثر ظلاما، ولا يتطلب الأمر سوى من 10 إلى 20 دقيقة فقط حتى تتكيف العين مع الظلام وتتمكن من رؤية العرض الرائع للنجوم.
سيريان تلغراف