“انفكت عقدة لسانهم: الأكراد السوريون ينشّطون اتصالاتهم مع دمشق”، عنوان مقال أندريه أونتيكوف، في “إزفستيا“، حول عدم الحاجة بأحد إلى كردستان مستقل.
وجاء في المقال: بدأ الأكراد السوريون، الذين فعلوا، حتى الأمس القريب، كل شيء لعزل أنفسهم عن دمشق ورفع درجة استقلالهم، بإقامة اتصالات نشطة مع السلطات المركزية.
ربما بات الجميع الآن يدركون تمامًا أن أحدا لن يوافق على الفدرالية في سوريا، التي قاتل الأكراد من أجلها كثيرًا، لا السلطات في دمشق، ولا تركيا، ولا العراق أو إيران، حيث يعيش الأكراد أيضًا.
الآن، المطلب الرئيس، الذي تم طرحه بعد المفاوضات في دمشق من قبل الرئيس المشارك لقوات سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، هو اللامركزية في سوريا. يصر ممثلو المعارضة الداخلية على ذلك. وفي هذه الحالة، بالطبع، ستصب كل الآراء في لجنة صياغة الدستور الجديد.
وهنا، حان الوقت لتذكر أن روسيا، في أوائل العام 2017، قدمت مشروعها من مسودة للدستور السوري في إطار محادثات أستانا. تسببت هذه الخطوة في موجة من الانتقادات والاتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية من قبل المعارضة السورية، لذلك أوصلت موسكو تدريجياً مبادرتها إلى لا شيء.
ومع ذلك، اشتملت الوثيقة على عدد من المقترحات البناءة. فقد ورد فيها مبدأ اللامركزية مع إنشاء جمعية الأقاليم (شيء مشابه لمجلس الشيوخ في البرلمان)، والتي، وفقا للمادة 40، يتم تشكيلها “من أجل ضمان مشاركة ممثلي الوحدات الإدارية في تبني التشريعات وإدارة الدولة”. بالإضافة إلى ذلك، ذكر المشروع الاستقلال الكردي الثقافي، مع الحق في استخدام اللغتين العربية والكردية على قدم المساواة.
في الظروف الحالية، سيكون هذا بالتأكيد خيارًا مثاليًا للأكراد. ومع ذلك، يصعب القول كيف سيكون وضعهم القادم في سوريا. ومرة أخرى، بسبب موقف تركيا، التي لا تريد أن تسمع عن أي حكم ذاتي، حتى لو كان ثقافيا. لكن ربما كان الإنجاز الأهم في الأسابيع الأخيرة هو أن الأكراد أدركوا أخيراً أن حليفهم في النزاع الحالي ليس الولايات المتحدة، إنما سوريا، لأن الأمريكيين سيغادرون عاجلاً أم آجلاً، وستبقى السلطات في دمشق.
سيريان تلغراف