تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كارارييف، في “سفوبودنايا بريسا“، حول محاولة روسيا حماية سوريا من الهجمات الإسرائيلية، بإبعاد إيران عنها.
وجاء في المقال: هزمت روسيا مع الجيش العربي السوري جميع خصومها في جنوب غرب سوريا. لم يبق سوى الدولة الإسلامية، التي لا تزال تسيطر على منطقة صغيرة على تخوم الجولان والحدود الأردنية. بدا وكأن هذا الحدث ينبغي أن يساهم في استعادة الاستقرار في سوريا، لكن هذه الانتصارات، في الواقع، مهددة الآن بصعوبات أكبر. السبب هو الوجود الأجنبي في سوريا.
في هذه الحالة، يتعلق الوضع بالعلاقات الإيرانية الإسرائيلية. لقد انخرطت طهران، مثل تل أبيب، في الحرب السورية منذ بدايتها. في البداية، لم تكن هناك مشاكل حادة بين الدولتين، لكن مع مرور الوقت، تحولت المنافسة إلى نزاع حاد.
في البداية، طالبت إسرائيل بأن يتوقف الإيرانيون عند مسافة لا تقل عن مئة كيلومتر من الجولان. لكنها الآن تريد طرد الفرس كليا من سوريا. إذا لم يتحقق ذلك، فإن حليف روسيا الأمين بشار الأسد سيكون أول من يدفع الثمن. وكانت ردة فعل الكرملين فورية: سرعان ما زار وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أرض الميعاد.
هل ستتمكن روسيا بشكل أو بآخر من فرملة اندفاعة القيادة الإسرائيلية؟ أم هل ستضطر إلى التخلي عن إيران؟
وفقا للمستشرق الروسي أوليغ غوشين، كانت هذه الزيارة مطلوبة. فلحل المشكلة الحالية بين إيران وإسرائيل، لا بد من مشاركة سياسية وعسكرية.
هل يعقل أن تتخلى إيران عن كل شيء بهذه السهولة، رغم أنها بذلت الكثير من الوقت والموارد من أجل الاستقرار في سوريا؟
… ربما تعرض روسيا على إيران أنبوبًا عبر العراق وسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط. لا يهم ما إذا كان أنبوب غاز أم نفط، كلاهما مغر جدا لطهران.
وهل يمكن أن ترفض طهران مقترحات روسيا الوسطية؟
لا، فروسيا بالنسبة لإيران نافذة على العالم.. البقاء من دون مثل هذا الرفيق المؤثر يشكل خسارة كبيرة لإيران، اقتصاديا وسياسيا على حد سواء. حتى في سوريا، لن تكون لديها آفاق واسعة. فإذا ما تنازعت مع موسكو، فلن يكون لدى إيران من يدعمها في سوريا. ستكون روسيا من بين أولئك الذين يريدون إخراجها من هناك. إذن، إسرائيل، على الأرجح، ستحقق هدفها.
سيريان تلغراف