تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري فرولوفسكي، في صحيفة “آر بي كا“، حول تحسن العلاقات الروسية الإسرائيلية على خلفية الحرب السورية.
وجاء في المقال: العلاقات الروسية-الإسرائيلية، المدعومة من جالية يهودية كبيرة في روسيا، والمتحدثين بالروسية في إسرائيل، خالطتها الجيوسياسة في السنوات الأخيرة. فنهاية العمليات العسكرية في جنوب سوريا وتوقع المعركة النهائية للقوات الحكومية والمعارضة في الشمال، في محافظة إدلب، والتي من المرجح أن تبدأ في سبتمبر، تجعل موسكو تفكر في توازن القوى بعد الحرب، لأن الحلفاء الحاليين في المستقبل يمكن أن يصبحوا خصومًا. من هذا المنطلق، يأتي التفاعل مع إسرائيل في وقت مناسب جدا.
على الرغم من علاقات التحالف مع طهران، تشارك موسكو سراً تل أبيب قلقها، بسبب النفوذ المفرط للقوات الإيرانية. ومع ذلك، لا يبدو أن الكرملين يعرف كثيرا كيف يمارس الضغط على إيران من دون تقويض علاقات الثقة معها.
تل أبيب، لن تتصالح مع وجود إيران في سوريا. بالنظر إلى أن روسيا ليس لديها العديد من قنوات التأثير الفعالة على القوات الإيرانية في سوريا، فإن التنسيق مع إسرائيل يمكن أن يكون وسيلة لموازنة نفوذ طهران.
ولهذا السبب تفضل موسكو غض الطرف عن عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، وقد ساهمت في القرار الأخير الذي اتخذته دمشق بحظر استخدام مرافق سلاح الجو السوري من قبل إيران وحلفائها. ومع ذلك، فليس مربحا لموسكو إخراج إيران من سوريا (فذلك يمكن أن يضعف دمشق الرسمية)، وكذلك فتح جبهة حرب جديدة في جنوب سوريا، نتيجة صدام مباشر بين القوات الإيرانية وإسرائيل. لذلك، فإن موسكو مستعدة لمناقشة الاتفاقيات الخاصة بإبقاء القوات الإيرانية على مسافة بعيدة من الحدود. ومع ذلك، لم يتم التوصل بعد إلى صيغة مقبولة للطرفين.
هناك سبب آخر لا يجعل لموسكو مصلحة في معارضة تل أبيب، هو تأثير جماعات الضغط الإسرائيلية في واشنطن. وبالتالي، فإن إسرائيل عامل مهم في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وبالنسبة لروسيا يصبح التفاهم المتبادل مع تل أبيب ورقة رابحة قيّمة في محاولة إخراج العلاقات مع واشنطن من “المنطقة الميتة”.
سيريان تلغراف