أثار هيكل عظمي غامض عُثر عليه في صحراء Atacama في تشيلي، حيرة العلماء والمتابعين على حد سواء منذ اكتشافه قبل عقد من الزمان.
وبسبب حجمه الصغير وخصائصه التي تجعله قريبا من الشكل البشري نوعا ما، فقد تكهن الكثيرون بأن المومياء المهجورة “آتا” ذات أصول خارجية (أي فضائية).
وتم العثور على المومياء الغامضة في صحراء Atacama عام 2003، وانتهى بها المطاف في يدي باحث إسباني قبل أن تصبح موضوعا لفيلم وثائقي ودراسات لاحقة، قادها الباحث في جامعة ستانفورد، غاري نولان.
ويبدو أن دراسة نُشرت هذا العام قد كشفت غموض هذه المومياء، بعد أن قام العلماء بإجراء تحليل للهيكل العظمي وخلصوا إلى أن “آتا” كانت في الواقع فتاة بشرية تعاني من تشوهات وراثية، بما في ذلك “تسارع عمر العظام”.
ومع ذلك، قوبلت الدراسة برد فعل فوري، حيث شكك الكثيرون في النتائج وأخلاقيات الدراسة بحد ذاتها.
وانطلق تحليل جديد يقوده فريق دولي من العلماء ليتحدى العمل السابق مدعيا أن التحليلات الجينية لم تكن مبررة، وأن الهيكل العظمي هو في الواقع جنين نموذجي في الأسبوع 15 من عمره تقريبا.
وأحدثت الدراسة الأخيرة التي نُشرت في مجلة Genome Research خلال مارس الماضي، نقاشا فوريا أصدر العلماء على إثره، بما في ذلك نولان، بيانا للدفاع عنها.
ووفقا للحكومة التشيلية والعلماء الذين ينتقدون العمل، فقد تم إخراج الهيكل العظمي من البلاد بشكل غير قانوني، ولم يكن ينبغي إجراء الدراسات اللاحقة.
ويدعو تحقيق جديد إلى المزيد من التساؤل حول الدراسة، مشيرا إلى مخاوف بشأن الأخلاقيات والتحليلات الهيكلية والجينومية.
ويقول البروفيسور سيان هالكرو، أستاذ علم الأحياء في جامعة Otago: “تسمح لنا دراسة هذه الحالة بعرض كيفية الجمع بين العديد من الخبراء في علوم العظام والطب والآثار والتاريخ والوراثة، وهو أمر ضروري للتأويلات العلمية الدقيقة وللتفكير في الآثار الأخلاقية للتحليل الجينومي. كما أن الفهم الدقيق للعمليات البيولوجية والهيكلية، أمر ضروري للتأويل العلمي الدقيق وللتحقق من أخلاقيات وشرعية مثل هذه الأبحاث”.
وانتقد الفريق الدولي الأبحاث السابقة نزولا إلى عدد من النقاط التي تبدو مثيرة للمشاكل، بما في ذلك الادعاءات حول عمر الهيكل العظمي والتطور والطفرات المرتبطة بذلك.
ويقول معدو الورقة البحثية الجديدة: “لا تتطابق أي من الأساليب أو النتائج المتعلقة بعمر الهيكل العظمي المقدمة من قبل Bhattacharya، مع المعايير المقبولة لتقدير العمر باستخدام أساليب علم الأحياء الحيوية أو الطب الشرعي”.
وإضافة إلى المخاوف الأخلاقية، يقول العلماء من المحتمل أن يكون هنالك حالة إجهاض يمكن أن تعود إلى الماضي القريب.
ويثير الجدل الحاصل أسئلة مهمة حول أخلاقيات البحوث الأثرية والجينومية، خاصة في الحالات التي تكون فيها شرعية العينات غير واضحة.
سيريان تلغراف