أكد الرئيس فلاديمير بوتين عقب لقائه بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، أن روسيا مهتمة بضمان السلام في هضبة الجولان وتعتبر أنه من الضروري تطبيق اتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل.
وأكد بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب عقب قمتهما التي جرت اليوم الاثنين في العاصمة الفنلندية هلسنكي، أنه من الضروري، بعد دحر الإرهابيين جنوب غرب سوريا، “تكييف الوضع في مرتفعات الجولان بالتوافق التام مع الاتفاق المؤرخ بالعام 1974 حول فصل القوات الإسرائيلية والسورية”.
واعتبر الرئيس الروسي أن هذا سيتيح إعادة الهدوء إلى هذه المنطقة وإحياء نظام وقف إطلاق النار بين القوات السورية والإسرائيلية “وضمان أمن دولة إسرائيل بشكل وثيق”.
وتابع بوتين موضحا: “الرئيس ترامب أولى اهتماما خاصا لهذا الموضوع اليوم، وأود التأكيد على أن روسيا مهتمة بهذا التطور للأحداث وستلتزم بهذا الموقف بالضبط”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن اتخاذ هذا الإجراء سيمثل خطوة في طريق إحلال سلام عادل وصارم في المنطقة على أساس قرار 338 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
بوتين: موسكو وواشنطن قد تتوليا زعامة التسوية في سوريا التي يمكن أن تكون مثالا لتعاوننا الناجح
وفي غضون ذلك، شدد بوتين على أن روسيا والولايات المتحدة قادرتان على تولي الزعامة عالميا في مجال إحلال السلام بسوريا، معتبرا أن كل الظروف هناك ملائمة للتعاون الروسي الأمريكي من أجل تسوية الأزمة السورية.
وقال بوتين خلال المؤتمر الصحفي إن حل قضية تسوية الأزمة في سوريا “قد يصبح مثالا للعمل الثنائي الناجح” بين البلدين.
وتابع: “لا شك في أن روسيا والولايات المتحدة قادرتان على تولي الزعامة في هذه المسألة وتنظيم التعاون لتجاوز الأزمة الإنسانية، ومساعدة اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأم، وهناك كل القواسم ضرورية لذلك”.
كما أعاد بوتين إلى الأذهان بأن العسكريين الروس والأمريكيين تلقوا خبرة مفيدة بسوريا في مجال التنسيق والتعاون وأقاموا قنوات اتصال سريعة مما منع وقوع حوادث أو اشتباكات غير متوقعة في ساحات القتال جوا وبرا.
ولفت بوتين إلى أن مواقف موسكو وواشنطن حول الملفات الإقليمية لا تتطابق في جميع المسائل، إلا أن “عدد المصالح المشتركة ليس قليلا أيضا”، وأضاف مشددا: “يجب البحث عن القواسم المشتركة، وتعزيز التنسيق بما في ذلك في إطار المنتديات الدولية”.
ترامب: تعاوننا مع روسيا في سوريا قد ينقذ حياة مئات آلاف الأشخاص
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي أنه أولى مع نظيره الروسي وقتا كثيرا لبحث “القضية المعتقدة التي تمثلها الأزمة في سوريا”.
وقال ترامب في هذا السياق: “إن التعاون بين بلدينا قد ينقذ حياة مئات آلاف الأشخاص. لو نستطيع فعل شيء من أجل مساعدة الشعب السوري وتقديم مساعدات إنسانية له، فأعتقد أن كلينا سنكون مهتمين جدا بذلك. إننا سنقوم بهذا”.
ترامب: العسكريون الأمريكيون والروس يتعاونون جيدا في سوريا
من جانب آخر، أشاد ترامب بالتعاون الجيد بين العسكريين الروس والأمريكيين لا سيما في سوريا.
وقال ترامب، ردا على سؤال حول ما إذا توصل الزعيمان إلى اتفاق ما حول التنسيق بين العسكريين الروس والأمريكيين: “ليس هناك بعد أي اتفاق بين قواتنا المسلحة، لكنها تتعاون بشكل جيد”.
وأضاف مشددا: “يمكنني أن أقول أكثر من ذلك، إن العلاقات بينها (القوات المسلحة للطرفين) جيدة وأفضل من تلك التي بين زعمائنا السياسيين، إنها تعمل بشكل جيد، وتنسق تماما عملياتها في سوريا وفي الأماكن الأخرى”.
واستمرارا لتطرقه إلى القضية السورية، أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه أكد “بوضوح” لنظيره الروسي أن الولايات المتحدة لم تسمح لإيران بالاستفادة من الحملة الناجحة ضد تنظيم “داعش” في المنطقة.
وفي غضون ذلك لفت ترامب إلى أنه اتفق مع بوتين على ضرورة ضمان أمن إسرائيل في ظل التطورات الجارية في سوريا.
سيريان تلغراف