تحت العنوان أعلاه، كتب رسلان ماميدوف، في “غازيتا رو”، عما يمكن أن يتوصل إليه الزعيمان الروسي والأمريكي أثناء لقائهما في هلسنكي بخصوص سوريا.
وجاء في المقال: طالما كان جنوب سوريا منطقة خفض تصعيد خاصة، تعود أهميتها إلى أمن حلفاء الولايات المتحدة ومصالح اللاعبين الإقليميين، إسرائيل والأردن.
تعمل دمشق وحلفاؤها في عدة اتجاهات. أولاً، كان لا بد من التأكد من أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تعارضان عمليات الجيش السوري. كان مطلب إسرائيل الأهم هو انتفاء وجود القوات الإيرانية بالقرب من حدودها. من الواضح أن روسيا تصرفت كضامن، والإيرانيين قرروا عدم التصعيد فلم يشاركوا في هذه العملية. بشكل عام، فإن استعداد حلفاء الولايات المتحدة لقبول سيطرة دمشق على الحدود دفع واشنطن نفسها إلى عدم معارضة سوريا وحلفائها. هذا يقول الكثير عن نهج إدارة ترامب.
وأضاف كاتب المقال: سوريا بذاتها ليست مهمة للولايات المتحدة. لكن إذا استطاعت واشنطن بمساعدة موسكو تقليص الوجود الإيراني في أي منطقة من العالم، فستحاول فعل ذلك. ومع أن انسحاب واشنطن من الصفقة النووية، مضافا إليه العديد من المشاكل الداخلية، أدى إلى أزمة جدية في إيران، لكن هذا لا يكفي ترامب. فهو سيحاول إيعاد روسيا عن إيران. من المستبعد أن يدعم بوتين ترامب في القضاء على النفوذ الإيراني بالكامل في سوريا. لكن مسألة درجة هذا النفوذ تبقى محل نقاش.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحاول ترامب الاستفادة من دعم الرئيس الروسي في دفع “صفقة القرن”. تتضمن هذه الصفقة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفق شروط لمصلحة إسرائيل.
في هذا السياق، يمكن أن تكون اتصالات روسيا مع جميع الأطراف مفيدة للولايات المتحدة. في مثل هذه الظروف، تصبح سوريا “بيضة القبان” بين روسيا والأطراف المعنية: والأردن، في سياق الجنوب…
تبقى مسألة الوجود الأمريكي في قاعدة “التنف”، التي دعت روسيا مرارًا لإغلاقها بسبب الوضع الإنساني في تلك المنطقة. تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأكراد في السيطرة على أكبر حقول النفط والغاز في سوريا، بالتوازي مع تطوير الأكراد اتصالات مع دمشق. ولم يتم التخلص كليا من خطر تنظيم الدولة. في ظل هذه الظروف، فإن الجيش الأمريكي، على الأرجح، سيتمكن من إقناع ترامب بالحاجة إلى الحفاظ على وجود ولو محدود. واستناداً إلى الوضع على الأرض، يصعب توقع أي صفقة جادة بشأن سوريا بين الرئيسين الروسي والأمريكي.
سيريان تلغراف