تحت العنوان أعلاه، كتب زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا“، حول العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الحكومي السوري بدعم روسي في درعا، وخصوصية الدور الروسي فيها.
وجاء في المقال: لعل جنوب غرب سوريا آخر معقل للمعارضة “الحرة” في سوريا. العملية مستمرة منذ عدة أسابيع، لكن الغريب أن حلفاء دمشق الروس لم يشاركوا حتى وقت قريب فيها. إنما ها هم يأخذون الأمور على عاتقهم. فقد وصلت مجموعة من العسكريين إلى إحدى البلدات المحررة منذ بضعة أيام. على ما يبدو، هم مستشارون للضباط الكبار في القوات السورية.
في حين أن هذا لم يؤثر كثيرا على سير العملية العسكرية، إنما سرعان ما انقسمت المعارضة المسلحة بعد وصولهم انقسمت إلى قسمين- أحدهما أعلن مواصلة القتال، في حين يتحدث الآخر عن ضرورة إلقاء السلاح في أقرب وقت ممكن. الثاني الآن، أغلبية.
وفي الصدد، سألت “سفوبودنايا بريسا” الخبير التركي إندير عمريق، فلم ير غرابة في الأمر، وقال للصحيفة:
نشأت المعارضة السورية في سوريا بشكل عفوي… نتحدث عن المعارضة الحالية، وهي مختلفة جدا عن المعارضة السياسية الحقيقية التي كانت موجودة في البلاد قبل الحرب الأهلية. فقد كانت هناك بالفعل مجموعات سياسية وسياسية دينية لديها برامجها الخاصة للتغيير في سوريا… وقفت هذه المعارضة خلال الأشهر الأولى على رأس الاضطرابات الثورية، لكنها فشلت فيما بعد في الحفاظ على نفوذها. وأعلن عن وراثتها عاطفيون قليلو التعليم أو طالبو سلطة. وكثر هؤلاء، وأنشأ كل منهم مجموعة مسلحة، وبدأوا فيما بعد يتحاربون على النفوذ…الوضع الحالي ذو دلالة. فمع بداية هجوم الأسد، حاربت الجماعات جنباً إلى جنب. تمكنت من العثور على نقاط مشتركة. فقد اعتاد هؤلاء على محاربة النظام. لكن عندما ظهر العسكريون الروس في درعا، تغير الوضع حالا.
جميع التحالفات انفرط عقدها على الفور. وراء ذلك في الواقع جانب ايديولوجي مهم جدا. ففي تاريخ الإسلام المبكر، مثال ذو دلالة. فقد أخفق العديد من الدول الإسلامية القوية في تنظيم مقاومة في وجه المغول، لأن الناس ظنوا أن اقوام ياجوج وماجوج تغزوهم. المعارضة السورية فعلا غير مؤهلة لتنظيم مقاومة فعالة. بالإضافة إلى ذلك، جاء بعض الناس إلى هنا من تلك المناطق التي تم تطهيرها من قبل الجيش الروسي، وهم يدركون أن المقاومة لا تجدي نفعا.
سيريان تلغراف