Site icon سيريان تلغراف

إزفستيا: واشنطن تتخلى عن جماعتها في سورية!

“يتخلون عن جماعتهم”، عنوان مقال أندريه أونتيكوف، في “إزفستيا“، حول تخلي الولايات المتحدة عن مساعدة المقاتلين السوريين عسكريا في منطقة خفض التصعيد الجنوبية.

وجاء في المقال: بعثت الولايات المتحدة برسالة إلى المعارضة السورية المسلحة في المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد، محذرة من أنها لن تتدخل إذا تفاقم الوضع في المنطقة وكثفت القوات الحكومية عملياتها العسكرية. علما بأن واشنطن كانت قد حذرت دمشق من فترة قريبة من الهجوم وهددت بالرد عليه بالقوة.

شغلت منطقة خفض التصعيد في درعا مكانة خاصة بين جميع المناطق الأخرى. على الأقل، لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تأسيسها خلال المحادثات في أستانا بين ممثلي موسكو وأنقرة وطهران، إنما بعد اجتماع رئيسي روسيا والولايات المتحدة، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، في يوليو 2017. بالإضافة إلى ذلك، فالمنطقة على اتصال مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وبالتالي فإن مسألة ضمان أمن إسرائيل كانت أساسية في جميع مشاورات الأسابيع والأشهر الأخيرة.

في الواقع ، كان على دونالد ترامب حل المشاكل التي خلقتها السلطات الإسرائيلية نفسها. فليس سرا أن إسرائيل منذ بداية الأزمة السورية قدمت دعما متعدد الأوجه للمسلحين وعالجتهم. في الوقت نفسه، كثيرا ما عرض السوريون أسلحة إسرائيلية تم كسبها من المتطرفين أثناء القتال. من الناحية العملية، كان التأثير عكسيا: صمدت السلطات في دمشق، وبدأ حزب الله اللبناني والقوات الإيرانية بالزحف نحو الحدود الإسرائيلية.

ليس صدفة أن الاتفاق على إنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب يتضمن بنداً يتعلق بسحب جميع القوات غير السورية منه. ومع ذلك، لم ينفَّذ هذا الجزء من الاتفاقات حتى الآن، وقد شكل موضوعا للمشاورات الأخيرة بين غالبية الدول المعنية.

من الواضح أنه تم أخيرا، خلال المشاورات العديدة، التوصل إلى اتفاق، وحصلت إسرائيل على الضمانات التي ترضيها. في مثل هذه الظروف، كان مقدرا للمعارضة السورية المسلحة أن يتم رميها في مكب التاريخ، الأمر الذي يتوافق تماماً مع النهج الأمريكي في السياسة الخارجية.

سيريان تلغراف

Exit mobile version