“قضية الأراضي السورية”، عنوان مقال أندريه أونتيكوف، في “إزفستيا“، حول الخلاف بين أنقرة وموسكو الذي يمكن أن يثيره التوسع التركي في سوريا.
وجاء في المقال: تواصل الولايات المتحدة وتركيا تنفيذ “خارطة طريق” مشتركة لحل النزاع حول منبج السورية. تسببت ترتيبات واشنطن وأنقرة، كما هو متوقع، بانتقادات حادة في دمشق. ومع أن الحديث يدور عن الأراضي السورية، إلا أن أحدا لا ينوي أخذ موقف السلطات الرسمية بعين الاعتبار.
على هذه الخلفية، لا تبدي روسيا، تقريباً، ردودا على الاتفاقات التركية الأمريكية. ومع ذلك، فلم يتم استبعاد موسكو من تلك العمليات. ذلك ما أعلن عنه في الخامس من يونيو ممثل رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، فقال:
نحن دائما نتشاور مع الروس في منع نشوب نزاعات، هذه قصة معروفة. تمتد حدود وخطوط منع النزاع جنوبي منبج. وهي مستقرة للغاية، ونريد الاحتفاظ بها في هذا الشكل.
في الوقت نفسه، نقلت “المونيتور” عن دبلوماسي روسي رفيع المستوى، أن موسكو تقف موقفا محايدا من الاتفاقات التركية الأمريكية حول منبج، وترى فيها رغبة رجب طيب أردوغان في تحقيق النصر في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، من الناحية التكتيكية، فإن الأحداث في جميع أنحاء المدينة والضغوط المتزايدة للأتراك على الأمريكيين تجلب لروسيا، إذا جاز القول، فائدة غير مباشرة: عودة هذه المناطق إلى سيطرة دمشق في هذه المرحلة أمر مستحيل، ومع ذلك فهناك حوار بناء مع أنقرة حول سوريا، عكس الحال مع واشنطن.
ولكن ثمة سؤال مركزي: هل يبقى هذا الحوار بنّاء؟ فمع أنهم في أنقرة يعلنون التزامهم بالحفاظ على وحدة أراضي سوريا فإنهم ليسوا مستعدين لفقدان مكاسبهم هناك. إلى ذلك، فقد أظهرت أحداث العامين الماضيين أن تركيا تتوسع تدريجيا في البلد الجار، إن لم يكن بالتنسيق مع موسكو، فعلى الأقل بموافقتها الصامتة. يمكننا أن نأمل فقط أن المستوى الحالي من التفاهم المتبادل سوف يستمر، وأن تسحب أنقرة قواتها في إطار تسوية النزاع السوري.
سيريان تلغراف