“سوريا تدفع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية إلى عناق روسيا” عنوان لقاء قسم “العالم” بصحيفة “برافدا رو”، مع عضو هيئة رئاسة أكاديمية المسائل الجيوسياسية أرايك ستيبانيان، حول جنوب القوقاز.
وجاء في اللقاء، ردا على سؤال: سوريا اعترفت باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وكانت ردة فعل جورجيا سلبية فأعلنت قطع علاقاتها مع دمشق.. لماذا حصل ذلك الآن، وبهذه الصورة المفاجئة؟
تخطط جورجيا للانضمام إلى حلف الناتو. وقد أعلن الأمين العام للحلف وجود فرصة جدية لدى تبليسي.. وفي هذه الأثناء، تعترف سوريا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. لاحظوا الاعتراف بهما فقط. فقد بقيت قره باخ ودونيتسك ولوغانسك وترانسنيستريا وراء الكواليس.. ماذا يعني ذلك؟
هذا بمثابة تحذير من جانب روسيا لجورجيا من أنها إذا أقدمت على خطوات لاحقة للانضمام إلى الناتو، فسيشكل ذلك منطلقا لتطور آخر للأحداث. فسبق، مثلا، أن أعلنت أوسيتيا الجنوبية عن رغبتها في الانضمام إلى روسيا. وذلك يمكن أن يشكل كارثة لجورجيا. ولذلك ينبغي عليها التفكير جديا في الأمر.
وهل فهموا هذا التحذير في تبيليسي؟
بالطبع، هم يفهمون جيدا. ولكن إذا كان الحديث يدور عن صراع سلطة في الداخل، فلن يأبهوا بعدد الدول التي ستعترف باستقلال الدولتين. المهم بالنسبة لهم أن لا تعترف الولايات المتحدة وأوروبا. وإذا ما غيروا سياستهم فما الذي سيبقى من جورجيا؟ يمكن عندها للغرب أن يحرّض على مشكلة جورجية داخلية جديدة من شأنها أن تقود إلى انهيار الدولة.
الأسد نسق هذه الخطوة مع موسكو، كما ترون. فهل نسقها مع إيران؟
لا، لم تكن لسوريا يوما علاقة بالقوقاز. أما إيران فلها رؤيتها بشأن القوقاز. جنوب القوقاز كان يتبع للإمبراطورية الإيرانية سابقا. وفقا لمعاهدة كلستان في العام 1813، ثم تركمانجاي في العام 1827، تخلوا عن جميع هذه الأراضي لمصلحة روسيا. لكن منصوص هناك على أنه إذا تخلت روسيا عن هذه الأراضي، فعندئذ تقوم إيران تلقائيًا بتجديد مطالبتها بها. الآن، هذه الأراضي لا تعود إلى روسيا. لذلك، فإيران نشطة أيضًا هناك.
هل سيتغير الوضع في القوقاز نتيجة هذا الاعتراف؟
لا، جوهريا لن يتغير.
سيريان تلغراف