اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري، بسام هاشم، أنه قد يكون من الأجدى، ابتداء من الآن، أن نعتاد على اللامنتظر واللامتوقع، فيما يتعلق بالأوضاع في الأردن.
مشيرا في مقاله بصحيفة “البعث” السورية إلى أن ما نحتاجه في الحقيقة هو التفكير التشبيكي المعقد والمتعدد المستويات، والمتعدد الأبعاد، وبالتأكيد التراكبي على مستوى الزمن.
ولفت هاشم إلى عاصفة “الاحتجاج” المخيفة والشاملة التي اجتاحت المدن الأردنية فجأة، وفي وقت كان منتظرا من شارع “ما بعد الربيع العربي” أن يتعلم أساليب احتجاجية جديدة وأكثر إبداعا، أو على الأقل أن يتحفظ على الأساليب التي استحضرها “ربيع الإخوان“، ليلية ونهارية، بعد الخروج من الصلوات وفي أيام الجمع، وخاصة تلك الرقصات الجماعية الليلية التي لا تستطيع أن تميز تماما ما إذا كانت فائض طاقة شبابية، أم وعيا سياسيا مختلفا، أم “فزعة” قبائلية وعشائرية، أم كلمة السر التي تخفي وراءها هوية سلفية، وبالتحديد نوعا من انتماء إلى جيل ثان من “داعش”، أو إلى “جبهة النصرة”؟
وأكد الكاتب أن كل التحليلات تنحو باتجاه الأزمة الاقتصادية وارتفاع المديونية وتراجع المساعدات وتردي الوضع المعيشي، ولكن أحدا لا يمعن النظر في ذلك “الأردن العميق” الذي دعشنته الحرب الأمريكية على العراق طوال عقد من الزمن، ومن ثم صدر فائض أزمته السياسية والاجتماعية إلى سوريا، من خلال قيادة “جبهة النصرة”، بطغيان مكونها الأردني، عملياتيا وإيديولوجيا، للحرب الإرهابية في مناطق جنوب وشمال سوريا، وبدعم ومساندة لوجستية ومالية من غرفة “الموك”. على حد قول الكاتب السوري.
ومضى قائلا: لم يفعل الأمريكيون والسعوديون والقطريون طوال السنوات الماضية إلا المزيد من إغراق الدولة في الأردن في أزمة متمادية ومستفحلة.. وليست الأوضاع المعيشية إلا ذروة جبل الجليد فيها، أما قاعدتها العميقة واللامرئية واللامنظورة فهي متوالية الارتدادات والارتجاعات والارتكاسات المخيفة للانخراط الأعمى والأبله في الأزمة السورية، ودون أدنى مراعاة للمصالح الوطنية الأردنية. على حد وصف الكاتب السوري.
وخلص الكاتب السوري إلى أنه ليس علينا أن نتفاءل كثيرا رغم أن المطالبة بالرغيف والكرامة تستحق ألف قبعة، فالأردن يغرق، يغرق، بكل معنى الكلمة، والموارد لن تأتي طالما أن “صفقة القرن” تضع المملكة في مواجهة تحديات كيانية غير مسبوقة، والسعوديون لن يدفعوا ببساطة، وترامب تعود على الأخذ، وإسرائيل تحتاج إلى تغيير قواعد اللعبة، وخيار المقاومة عائد إلى الشرق الأوسط أشد قوة وخبرة.
وختم قائلا: على العرش الملكي الأردني أن يعيد النظر بخياراته الداخلية والخارجية؛ والأهم أن يستعد لمعركة قاسية مع الجماعات الأصولية المسلحة التي يبدو أنها تجاوزت فترة الحضانة الثانية بعد أن تلقت ضربة قاتلة في سوريا… إنها الموجات الارتدادية للزلزال السوري وتلك مجرد مقدمات.
سيريان تلغراف