تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون مارداسوف، في صحيفة “آر بي كا“، حول تأثير مقتل الجنود الروس في سوريا على حدود مناطق النفوذ وتحديد المسؤوليات، والمساومات القادمة.
وجاء في المقال: يمكن أن يؤثر الحادث الذي قُتل خلاله عسكريون روس (الهجوم على بطارية المدفعية في دير الزور) على المفاوضات حول حدود مناطق خفض التصعيد في سوريا. فلم يستبعد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، فلاديمير شامانوف، مسؤولية “المعارضة المعتدلة” التي يدعمها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة عن مقتل أربعة جنود روس، في 27 مايو.
مصير منطقة التنف الآن، رهن مفاوضات مكثفة بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن وإسرائيل. فإذا كان المسلحون قد انطلقوا منها لمهاجمة الجيش الروسي، فقد يكون ذلك حجة إضافية لروسيا لمصلحة تصفية المنطقة ونقلها إلى دمشق.
وأضاف كاتب المقال: من الواضح أن الأميركيين لن يتخلوا عن تكتيكاتهم فيما يتعلق بالنظام السوري، التي يعبّر عنها مزيج من الضغط العسكري والعقوبات الاقتصادية.
ومع ذلك، يمكن التوصل إلى نوع من الحل الوسط بين روسيا والولايات المتحدة، عند الانسحاب الجزئي للقوات الموالية لإيران من سوريا على الأقل. وقد بدأت هذه العملية بالفعل، فيجري سحب بعض المجموعات إلى العراق، ويتم نشر أجزاء من الجيش الحكومي السوري في مواقعهم.
نظريا، فإن الأميركيين يمكن، مقابل ذلك، أن يوافقوا على تفكيك كامل أو جزئي لقاعدة التنف: في روسيا سوف يرون في ذلك “انتصارا آخر”، يجعل من الممكن فتح طريق بغداد- دمشق؛ أما في الولايات المتحدة فسيعتبرونه إجراء ضروريا للحفاظ على الحوار مع روسيا. علاوة على ذلك، فما يخسره الأميركيون قليل، ذلك أن وجود المعارضة في السنة والنصف الأخيرة في مجال عمل قاعدة التنف رمزي، ويمكن للولايات المتحدة أن تسيطر على المنطقة من قاعدتها H-4 في الأردن، الواقعة قرب الحدود مع سوريا.
وتابع مارداسوف: استراتيجية الإرهابيين مفهومة ومثبّتة في وثائقهم: تغذية حرب عصابات طويلة مع هجمات على القوافل والمواقع الميدانية بهدف واضح – جعل العدو يتخلى عن الرغبة في كسب هذه الحرب. وهذا لا ينطبق فقط على اللاعبين الخارجيين، الذين يدركون بشكل مؤلم قيمة الخسائر بين كوادرهم، بل وينطبق على الخسائر الداخلية؛ فاستخبارات دمشق ضعفت، والقوات الحكومية المسلحة مضطرة إلى الاعتماد على العديد من الميليشيات المحلية والأجنبية لتحقيق الاستقرار في الجبهة وشن عمليات. لذلك، فإن الحديث عن إمكانية تقمص “الخلافة”، التي شكلت قيادتها هيئات قيادية محلية موازية، قد يكون مبررًا – فساد دائم وتنافس بين اللاعبين الذين يتقاسمون النصر يساهم في خلق فراغ جديد في السلطة.
سيريان تلغراف