Site icon سيريان تلغراف

من الواقعية أن تقر واشنطن بأن روسيا انتصرت فعلا في سورية

دعا تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، الولايات المتحدة إلى الإقرار بأن روسيا قد حققت فعلا الانتصار في سوريا.

وقال التقرير الموقع باسم “حسن منيمنة” إن روسيا انتصرت في سوريا، وتمكنت من إنقاذ النظام في دمشق من سقوط “كاد أن يكون محتوما”.

ورأى صاحب التقرير أن الأهم أن روسيا “استفادت من أدائها في إدارة الأزمة السورية لتشكيل توازن على مستوى المنطقة بين قوى تبدو غير قابلة للتوافق: إسرائيل، تركيا، إيران. هو توازن دقيق دون شك وقد يكون غير مستقر، إلا أن الحاجة ماسة إلى موسكو لتجنب الصدام بين إسرائيل وإيران، كما إلى احتواء الصدام بينهما إن وقع. وموسكو بالتالي في موقع تعزيز نفوذها سواء ارتفع التوتر أو انخفض”.

وأرجع الكاتب ما وصفه بـ”الواقع الروسي الجديد في سوريا” إلى عدة أسباب منها “الدهاء والحنكة لدى موسكو”، إضافة إلى ما رأى أنه “ما يقارب التخلف عن أداء الواجب من جانب واشنطن”.

وأوضح التقرير في هذا السياق، أنه إذا “كان إحكام القبضة الروسية على سوريا وليد عوامل عدة، طارئة وأصيلة، فإن أحد العوامل الحاسمة كان افتقاد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للرؤية الواضحة وللمبادرة الواعية تجاه الأزمة السورية. وحالة القصور هذه ما زالت مستمرة إلى اليوم في عمق العام الثاني من إدارة الرئيس دونالد ترامپ. وافتقاد واشنطن للحزم وللقدرة على رسم طريق واضح للسير قدما في الشأن السوري قد أتاح المجال لموسكو لملء الفراغ، كما قد دعا إسرائيل إلى المزيد من التنسيق مع الكرملين لضمان أن تبقى المصالح الإسرائيلية الأمنية في الاعتبار ضمن إطار الإشراف الروسي على دقائق الأمور السورية”.

ورصد الكاتب في سياق مواز أن “الامتعاض الإيراني من الدعوات الروسية إلى خروج كافة القوات الأجنبية من سوريا لا بد أن يبقى خافتا إزاء الحاجة المتصاعدة لطهران بالمحافظة على علاقة دون شوائب مع موسكو، بعد أن تخلت واشنطن عن خطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي، وما صاحب ذلك من إعلانها معاودة الضغوط على إيران ومضاعفتها”.

ولفت إلى أن روسيا لم تستمل إيران فحسب في سوريا، بل و”سحبت موسكو إلى صفها كذلك شريكا آخر لواشنطن مستاء منها، أي أنقرة. وانزلقت أنقرة من موقعها كحليف موثوق للولايات المتحدة إلى شريك لروسيا في الشأن السوري”.

وتوصل التقرير إلى أنه “فيما روسيا تظهر متجانسة في خطواتها وثابتة في مواقفها، فإن الانطباع المتكرر حول الولايات المتحدة هي أنها متبجحة، متذبذبة، ولا يمكن الاعتماد عليها”.

ولم يستبعد الكاتب أن “يكون الوقت قد فات لتتفوق الولايات المتحدة على روسيا في المسألة السورية، أو حتى لتبلغ درجة التكافؤ معها”، مضيفا في هذا الصدد أن “الهم السوري بالنسبة لموسكو هو أكثر وطأة وخطورة منه لواشنطن، والتي لا تزال تختبر إمكانيات الخروج المفاجئ من الساحة السورية أو تقترح الاستمرار بالتواجد على أساس الخدمات المدفوعة الثمن”.

وبشأن مشروع إرسال قوات عربية إلى سوريا، قال التقرير، إن هذا يتطلب إتمام “القوات المسلحة المصرية لمهامها المستطيلة للقضاء على الإرهاب في سيناء، وترقب النجاح المتأخر للقوات السعودية والإماراتية في استخراج نفسها من المستنقع اليمني”.

وعاد التقرير إلى القول، إنه انطلاقا من كل ذلك “قد يكون واقعيا الإقرار بأن روسيا قد حققت الانتصار في سوريا فعلا”.

الكاتب وجد أن المخرج الواقعي للدفع باتجاه تحقيق الاستقرار في سوريا يتأتى بأن “تقدّم الولايات المتحدة اعترافا تدريجيا بالغلبة الروسية في سوريا، وأن تعمد ضمن ذلك إلى التنسيق مع الجهد الروسي الساعي إلى إعادة وحدة الأرض والدولة” هناك.

سيريان تلغراف

Exit mobile version