تحت العنوان أعلاه، نشرت “بوليت رو“، مقالا عن ردود الأفعال المتوقعة في المجتمع الروسي في حالت انعكست الحرب السورية على مستوى حياة المواطنين الروس وزادت الخسائر البشرية.
وجاء في المقال: نتيجة هجوم المقاتلين في دير الزور السورية قُتل عدد من العسكريين الروس. رسميا تم الإعلان عن أربعة قتلى، فيما تتحدث مصادر غير رسمية عن تسعة قتلى.
وفي الصدد، التقت “بوليت رو” كبير خبراء مركز “التقانات السياسية”، أليكسي ماكاركين، فقال للصحيفة:
“إذا تحدثنا عن العمليات العسكرية الروسية في سوريا من وجهة نظر رسمية، فالميزانية ما زالت قادرة على تحمل النفقات. فما زالت أسعار النفط تسمح لنا بذلك… المشكلة الوحيدة الكبيرة، هي أن العملية في سوريا تجري حتى الآن من دون اللجوء إلى إجراءات غير شعبية. فلا تُرفع الضرائب ولا العمر التقاعدي. فما الذي سيجري إذا تم ذلك؟ كيف سينعكس ذلك على ردة فعل السكان؟
من المهم هنا، إلى أي درجة سيرتبط في الوعي العام رفع الضرائب والسن التقاعدي مع الحرب السورية. هذا سؤال لست واثقا من وجود إجابة مناسبة عليه الآن. ولا أستطيع القول إن للحرب السورية شعبية كبيرة، فهي ليست مثل انضمام القرم. ومن جهة أخرى، لهذه الحرب بالنسبة لجزء غير قليل من المجتمع رمزية معينة. فأن تضرب روسيا الإرهابيين هناك، يعني أنها ليست أقل من بقية الدول. فالأمريكيون يحاربون حيث يريدون ونحن نحارب حيث نريد! ذلك من سمات الدول العظمى.
فهل المجتمع الروسي مستعد للتخلي عن صفة الدولة العظمى التي تطرب كثيرين؟ سؤال كبير. سنرى.
على الأقل، طالما أن ثمن الحرب بالنسبة للمجتمع ليس ملحوظا تماما، فالأخير غير مستعد للتخلي (عن كونه دولة عظمى). إضافة إلى ذلك، فالفرق بين الحربين الأفغانية والسورية هو أن الامتعاض من الحرب الأفغانية لم يكن لأسباب اقتصادية إنما نتيجة الخسائر البشرية. الخسائر في سوريا أقل، والأهم أن الحديث لا يدور عن مجندين يخدمون الإلزامية، كما كان الأمر في أفغانستان. في سوريا، متعاقدون وشركات عسكرية خاصة، أشخاص يعملون هناك لتأمين دخل مادي. لا يأخذون إلى هناك من لا يريد القتال. ولذلك فردة فعل المجتمع على سقوط قتلى مختلفة.
هناك وجهة نظر منتشرة تقول طالما أن الشخص موافق على الذهاب للقتال، وطالما أنه اختار هذا المصير، فهذا شيء مختلف تماما عن أن يكون قد سيق إلى هناك رغم عدم رغبته في الذهاب”.
سيريان تلغراف